الباب السري داخل هرم خوفو

TT

هل يمكن أن يكون هذا العام.. عام الكشف عن أسرار هرم الملك «خوفو».. أعتقد أننا مازلنا نذكر الليلة التي لا تنسى في عالم الآثار عندما سهر العالم كله أمام شاشات التليفزيون يتابع الإنسان الآلي وهو يدخل داخل الهرم ويصور وجود باب ثان خلف الباب الأول الذي كان قد كُشف عنه في التسعينيات من القرن الماضي وله مقبضان من النحاس. وتقع هذه الأبواب علي عمق حوالي 200 قدم داخل النفق الصغير الذي لا يزيد مدخله عن 20×20 سم. وعندما أرسلنا الإنسان الآلي داخل الفتحة الشمالية بالحجرة المعروفة بحجرة الملكة وجدنا أنها لا تسير في اتجاه واحد بل تتحول إلى اليسار تارة وإلى اليمين تارة أخرى وذلك بعد مسافة 8 أمتار من بدايتها، وكانت المفاجأة أن المعماري المصري العظيم كان يحاول تفادي ما هو معروف بالبهو العظيم داخل الهرم الأكبر، وكذلك كانت المفاجأة الأخرى هي وقوف الروبوت أمام باب من الحجر الجيري وبمقبضين من النحاس أيضاً.

وأمضينا السنوات السابقة في تجارب وتباحث مع ثلاثة فرق علمية، واحدة من هونج كونج وأخرى من سنغافورة والثالثة من جامعة مانشستر بإنجلترا، وقام كل فريق باختراع إنسان آلي وقمنا بعمل نفق تجريبي في الصحراء مشابه تماماً لذلك النفق الموجود داخل جسم الهرم.. وخلال الشهور القادمة سوف يتم اختيار الفريق الذي سوف يعمل معنا في حل لغز هذه الأبواب. وسوف يحضر فريق جامعة مانشستر للتجربة الخاصة قبل أن يفعل ذلك أمام اللجنة العلمية المشكلة لاختيار الفريق الذي سوف يكشف أسرار الهرم.. هل يمكن أن يكون عام 2008 هو عام الأهرامات؟ ونشاهد ما هو موجود خلف هذه الأبواب؟ وقد قررنا ألا نذيع هذا الحدث على الهواء كما تم من قبل لضرورة التأني العلمي واختلاف الظروف كذلك، ففي المرة الأولى كان من الضروري إذاعتها لكي نثبت للعالم كله بأنه لا يوجد شيء مخبأ داخل الهرم يشير إلى حضارة مفقودة أو إلى قوم هبطوا من السماء، كذلك لدحض إدعاءات اليهود بأنهم بناة الأهرام، ولكي نثبت أمام العالم كله أن سر الهرم هو عبقرية المصري القديم الذي استطاع أن يبني هذا الهرم منذ 4500 سنة بالعمل الجاد والإصرار على الإنجاز فكان أخذه بأسباب العلم هو سر تفوقه على الأمم كلها ولذلك كان غريباً من بعض الذين لا يقدرون قيمة الهرم أن يقولوا إن الهرم قد خرج من عجائب الدنيا السبع.. والآن بعد مرور حوالي عام على هذا الاختيار الزائف، هل أحد منا يتذكر العجائب التي اختيرت؟ بالطبع لا، فنحن نتذكر فقط الهرم الأكبر أعجوبة العجائب والوحيدة الباقية إلى الآن، شاهدة على حضارة قوم أحبوا ما يصنعون فأتقنوا صنعه، ولذلك فمن الخطأ أن نتبع المخادعين ونردد أقوال الجهلة الذين تباكوا متسائلين ماذا نفعل عندما نجد الهرم خارج مقررات الدراسة؟! لو كان هناك قانون يحاكم المخادعين والمضللين والباحثين عن الشهرة لكنا حاكمنا هؤلاء، لكن للأسف نجدهم في كل مكان، ولهم من يصدقونهم من صحفيين وغيرهم، وهؤلاء لن ينتقصوا من قيمة هرم الملك «خوفو».. المعجزة المعمارية التي لن تتكرر، ومازلنا نحاول كشف أسراره..