لماذا لجأت فتاة إلى «الهيئة» بعد 14 عاما من الابتزاز؟

TT

أنقذت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية فتاة من شاب ابتزها 14 عاما، وسلب منها خلال هذه المدة 800 ألف ريال، وقد ظل الشاب يهدد الفتاة بنشر صور لها، وفضحها أمام أهلها إن لم تستجب لطلباته، ولم تجد الفتاة بدا من اللجوء إلى الهيئة بعد كل هذه السنوات من الابتزاز، واستطاعت الهيئة بمساعدة الفتاة أن تقبض على الشاب بالدليل القاطع حينما جاء ليتسلم مبلغ المائة ألف ريال التي طلب منها أن تقترضها من أحد البنوك ليستمتع بها في إجازته..

ذلك ملخص القصة التي تداولتها الصحافة السعودية قبل يومين، وما حدث أمر يستوجب شكر هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإشادة بها. وكنت أتمنى أن توضح الهيئة كيف تعاملت مع الجانب الذي يتصل بالفتاة من دون أن تتسبب لها في حرج مع أسرتها ومحيطها، فإيضاح هذا الجانب سيبعث بالكثير من رسائل الطمأنينة لأخريات ربما يواجهن نفس المأساة..

الكثير من الأسئلة نبتت في الذهن في مواجهة هذه الحكاية:

ـ لماذا تأخرت الفتاة 14 عاما قبل أن تتخذ القرار باللجوء إلى الهيئة كجهة صلاحية للتعامل مع هذه الأمور؟

ـ هل كانت تخشى الاتصال بالهيئة لكي لا تحملها ـ أي الهيئة ـ مسؤولية ما حصل لها، وبالتالي تتحول إلى متهمة، وما يترتب على ذلك من الفضيحة لدى الأسرة والمجتمع؟

ـ وما الذي طرأ لكي تتخذ هذا القرار الشجاع الذي جاء متأخرا؟

كنت دائما على ثقة بأن جهاز هيئة الأمر بالمعروف في حاجة إلى تقريب المسافة بينه وبينه الناس، وأيضا في حاجة إلى جهاز إعلامي محترف يهتم بتوجيه رسائل إيجابية عن الهيئة تشجع مثل هذه الفتاة وغيرها من اللجوء إليها عند الحاجة، فالهيئة ظلت حتى عهد قريب عالما مغلقا لا يعرف الكثيرون من أعماله إلا الجزء الطافي مما تراه العين ويتحدث عنه الناس..

ولا بد من الاعتراف بأن ثمة تغييرا إيجابيا في الأداء الإعلامي للهيئة، فأخبار الهيئة اليوم منشورة تتداولها الصحافة: دورات تدريبية، دراسات واستطلاعات بحثية، منجزات ميدانية، إحصاءات وبيانات سنوية، تصريحات تكرس لمبدأ الستر الذي يشير المسؤولون في الهيئة على مراعاته وغير ذلك، حتى الأخبار الصحافية التي تراها الهيئة في غير صالحها، فإن تصحيحها من قبل الهيئة يصب في مصلحة حضورها العام..

وإلى هذا الحضور الإعلامي، الذي أسهم في تقريب صورة الهيئة ورسالتها إلى أذهان الناس، يمكن أن يعزى ما يحدث اليوم من تزايد حالات الاستعانة بهذا الجهاز كما حدث لتلك الفتاة، وستتزايد هذه الحالات الأهم في عمل الهيئة بقدر ما تتمكن الهيئة من الاقتراب من الناس أكثر وأكثر.. فعمل رائع، مثل إنقاذ فتاة من حبائل شاب مستهتر، مبتز، ومجرم، سيضيف الكثير إلى رصيد الهيئة في قناعات الناس، ويعزز من ثقتهم في اللجوء إليها لحماية أنفسهم والآخرين.

[email protected]