الجوع أبو الفكاهة

TT

يتنافس الجنس والجوع على المنزلة الأولى كمصدر للفكاهة. بيد أن الجوع فاز بالأولوية فعلا في العراق في ايام الحصار. وهكذا ردد القوم الكثير من النكات عن معاناتهم في هذا الصدد. لم يستطيعوا استيراد الحنطة أو الخبز ولكنهم استوردوا هذه النكتة من روسيا. قالوا ان صاحب مزرعة حمل كمية من الدجاج لبيعها في بغداد. اوقفوه عند اول نقطة تفتيش. لاحظوا دجاجاته السمان فقالوا، ما شاء الله. دجاجاتك سمينة ومدهنة. كيف اوصلتها لهذه الحالة الطيبة؟ بماذا كنت تطعمها؟ فقال والله كل ما كنت أفعله هو ان وفرت لها ما يكفيها من الحنطة. مسكوا به ونزلوا به ضربا وصادروا دجاجاته. «..الشعب جائع وانت تطعم الحنطة للدجاج؟».

سمع به تاجر آخر وحاول تفادي ذلك. فعندما جاء دوره وسألوه، قال «والله كنت أطعها بالشعير». نزلوا به ضربا: «..خيل الرئيس ميتة من الجوع وأنت تعطي الشعير للدجاج؟»، صادروا دجاجاته واقتسموها بينهم. سمع بالحكاية تاجر ثالث فاتعض بزميليه. جاء دوره فسألوه فأجابهم قائلا: «والله انا ما كنت اطعمها. كنت اعطيها فلوسا وهي تروح للسوق وتأكل اللي يعجبها».

أخيرا قرر الرئيس ان يتدخل في الموضوع ويحل مشكلة المجاعة. ذهب الى مزرعة تعاونية وقال لمديرها: اسمع. اريد منك ان تجعل كل دجاجة تبيض خمس بيضات في اليوم. وما راح اقبل منك اي عذر. جاء بعد بضعة ايام ليتأكد من تنفيذ اوامره. ورتب المدير المسكين ما يلزم لتفادي المسؤولية. فتش صدام حسين سائر الاقفاص ووجد امام كل دجاجة خمس بيضات بالتمام. ولكنه لاحظ في احد الاقفاص بيضتين فقط. فسأل المدير، ليش هالدجاجة وضعت بيضتين بس؟ فأجابه قائلا: «آسف سيدي. هذي مو دجاجة. هذي ديك وما قدر يبيض اكثر من بيضتين!».

وفي احدى دول الجوار، لاحظت الضباب تدفق الضباب العراقية نحوها. فخطر لها ان تسألها. قالت لها، «نعم سمعنا ان الناس أخذوا يهاجرون بسبب الجوع. ولكن انتم ضباب وتعيشون على الذبان والعراق ما شاء الله موجود في كل مكان، لماذا تريدون الهجرة منه؟». رفع الضب الكبير رأسه وهز بذيله وقال: «نعم، ولكن انتم تعرفون ان الضب يمشي على الحيطان. ولم تعد في العراق حيطان نمشي عليها». رفع شيخ الضباب حاجبيه الكثيفين مستغربا: كيف؟ هل هدموا كل البيوت والعمارات ولم يبق في العراق اي حيطان تمشون عليها؟ اجابه الضب العراقي قائلا: «لا.. ما زالت هناك حيطان قائمة في بلد هارون الرشيد. ولكنها جميعا مغطاة بصور الرئيس. «واكو واحد بالعراق يجرؤ يدوس برجله على صور الرئيس ويمشي عليها».