الدولة الفلسطينية المستقبلية

TT

هناك من يقدم الفرضيات ولا يبرهن عليها، آخرون يؤكدون على فرضياتهم بانتقاء الأخبار التي تروق لهم، وغيرهم يضيفون إليها مزيجا من الشائعات وأنصاف الحقائق، أما البعض الآخر فيسمعون ولا يتحققون فتتحول الفرضية المغلوطة إلى حقيقة مقبولة. ولكن ومن أجل الإيضاح فإن الموقف الأمريكي لم يتغير ولن يتنازل عن أساسيات محددة وواضحة وهي العمل على إقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة لتعيش في ازدهار اقتصادي بجانب إسرائيل في سلام وأمان دائمين بناء على مرجعية حدود عام 1967.

وقد أوضح الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش في 24 يونيو 2002 رؤيته القائمة على حل الدولتين وعلى إثره عملت الولايات المتحدة على توفير البيئة المناسبة للتقريب بين طرفي الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي أملاً في تذليل الصعوبات الحائلة بينهم والتي تعيقهم عن الوصول إلى اتفاق حول صيغة ذلك السلام المرجو والمرتقب.

ويتناسى البعض بأن المحدد الأساسي لأي «اتفاق» هو توفر «القبول» بين الطرفين حول نفس النقاط وإلا لا يمكننا تسميته بـ «الإتفاق» بل سيقع تحت تصنيف «فرض قرار» من قبل طرف وتجاوب أو مسايرة أو خضوع أو مقاومة من قبل الطرف الآخر. وعليه تعمل الولايات المتحدة مع الطرفين بهدف مساعدتهما على تخطي العقبات التي تقف في طريق الوصول إلى اتفاق مشترك يحظى بالقبول. ويبقى أن الطرفين هما المعنيان بالانخراط في محادثات سلام تفضي إلى قبول مشترك يجمع ما بين الغريمين ضد العدو الحقيقي لكليهما ألا وهو العنف واليأس والمعاناة لشعبيهما.

جميع الخطوات الأخيرة الهادفة إلى تحقيق رؤيا حل الدولتين ومنها خارطة الطريق والتي تعتمد على فحوى قرارات مجلس الأمن 242 و 338 و1397 بالإضافة إلى مؤتمر أنابوليس هو المسار الذي تؤمن به الولايات المتحدة. فقد تكبدت دول المنطقة والمجتمع الدولي عامة العناء من أجل حل ذلك النزاع وتحقيق سلام شامل ودائم بين طرفي الصراع ـ الفلسطينيين والإسرائيليين ـ على مر عقود طويلة وليس من المجدي لأي جهة راغبة في حل القضية الفلسطينية بتهميش الشرعية الدولية بما تتضمنه من قرارات مجلس الأمن وخارطة الطريق واتفاقات ثنائية بين طرفي الصراع لأنها مجتمعة تشكل أرضية مشتركة وحيوية.

إذن، من غير المنطقي تقبل اقتراحات أو آراء أو احتمالات تنافي ما جاء به المجتمع الدولي. أما الروايات وأنصاف الحقائق والشائعات التي تنبع من مصادر غير موثقة ومتخفية في الإنترنت فيجب على الجميع وضعها في نصابها اللائق بها: مع الأكاذيب. وعلى أي حال، يجب أن تكون الدولة الفلسطينية المرتقبة محددة المعالم وذات حدود واضحة بناء على مرجعية حدود 1967 وأن لا تكون مليئة بالفجوات. الولايات المتحدة لا تبحث عن دولة وهمية ولا عن قرارات رمزية فنحن لا نعتقد بأن خطوطا افتراضية في الرمل مغروسا فيها علم فلسطين هو حل الدولتين الذي ننادي به. لكي يكون حل الدولتين ناجعا يجب أن تكون الدولة الفلسطينية المنتظرة قادرة على الحياة وذات نظام اقتصادي مزدهر ومدعوم ببنية تحتية صلبة ومتماسكة تعطي كل فلسطيني حقوقه الكاملة دون تفرقة أو استثناء وتوفر له فرصة للعيش الكريم في ظل نظام ديمقراطي فاعل يتناسب مع طبيعة المجتمع الفلسطيني الثرية. نحن نعتقد بأن الوصول إلى اتفاقية قريب المنال.

* فريق التواصل الإلكتروني

وزارة الخارجية الأميركية

[email protected]

http://usinfo.state.gov/ar