الـدمايطـة

TT

هم أهل دمياط الذين استطاعوا أن يتحدوا من أجل هدف نبيل، وهو نقل مشروع البتروكيماويات المعروف نسبة إلى الشركة بمشروع أجريوم، وذلك من منطقة رأس البر التي تعتبر متنفس الدمايطة على البحر المتوسط ومصيفا يحبه الدمايطة على اختلاف طبقاتهم الاجتماعية.. ليس الجديد هو اتحاد الدمايطة فقط على هدف واحد بل الجديد هنا هو أن يساند محافظ دمياط الذي من المفروض أنه يمثل السلطة توجهات الدمايطة ونراه يكتب بقلمه يدافع عن حق الدمايطة في عدم إقامة المشروع على أرض محافظتهم، والذي إن تم فإن نتائجه البيئية والاقتصادية السيئة على أهل دمياط لا يمكن التنبؤ بها في الوقت الحالي، وكل ما يمكن قوله إن هذا المشروع وبكل تأكيد سيؤدي إلى تشييع مصيف رأس البر إلى مثواه الأخير وسيقضي على الشاطئ الجميل ويحوله إلى منطقة صناعية. وهنا يجب أن نعلم أن المعماري المتميز الدكتور فتحي البرادعي استطاع أن يجعل مدينة رأس البر من أجمل المدن الساحلية في مصر والتي لا تختلف كثيراً عن مدينة فينسيا. وكم كنت سعيداً، العام الماضي، وأنا أشاهد شروق وغروب الشمس برأس البر، وأتجول في شوارع المدينة النظيفة وأنا أحدث نفسي بأنه إذا أحب كل إنسان المكان الذي يعمل فيه فإن بلادنا سوف تتغير بدون شك إلى الأحسن والأحسن. أما عن الإمكانات، فكلنا نعرف أننا نملك بوطننا العربي عباقرة في علم تخطيط المدن وهؤلاء ثروة يجب أن نساعدهم ونوفر لهم كل الإمكانات كي نستفيد من فكرهم وعطائهم كما استفادت أمم أخرى منهم.. أتمنى أن أقابل صاحب فكرة إنشاء مصنع أجريوم برأس البر لكى أعرف كيف يفكر هذا الإنسان؟ وماذا كان ظنه بالاستفادة التي ستعود على مصر؟ وما هو سبب كراهيته لهذا الشاطئ الجميل وهذه المدينة الساحلية؟! وإذا لم يكن لهذا المشروع ضرر بالشاطئ أفلا يعرف هذا العبقري أن جزيرة رأس البر هي جزيرة فريدة مثلثة تطل على البحر المتوسط وعلى نهاية مجرى نهر النيل العظيم.. في هذا المكان العبقري نشأت مع أصحابي نحلم بمستقبلنا ونحن نشاهد أعظم لقاء بين مياه النيل المحملة بالغرين مع مياه البحر المتوسط.

وعندما قابلت د. البرادعي لأول مرة حينما عُين محافظاً لدمياط أيقنت أن الحكومة اختارت الرجل المناسب في المكان المناسب لأن هذا الرجل سوف ينظر إلى دمياط بعين علمية تخطيطية للمستقبل، وفعلا ًبدأ تحويل رأس البر إلى محمية طبيعية.. معنى هذه الكلمة صعب على الذين لا تهمهم غير مصالحهم الشخصية بعيداً عن مصلحة أهل البلد.. ومعنى محمية طبيعية أي يحظر إقامة أي منشآت تضر بالبيئة سواء صناعية أو أي نشاط آخر.. وقد عارضنا من قبل إنشاء فندق على منطقة اللسان، فكيف تتم الموافقة على إنشاء مصنع أجريوم فى هذا المكان؟!.. رأس البر بالإضافة إلى الميزة التي منحها إياها الله سبحانه وتعالى هي لقاء المياه العذبة بالمالحة فهي محطة ترتادها الطيور المهاجرة من أوروبا وأفريقيا.

ولماذا اختارت الشركة الكندية هذا المكان بدون دراسة؟ وكان يجب أن يعترضوا حتى ولو كانت هناك موافقات لأن إقامة مصنع لإنتاج الأمونيا واليوريا على أرض الجزيرة الجميلة الهادئة، والتي اعتاد الدمايطة أن يقضوا فيها شهور الصيف بعد شتاء طويل وعناء وكفاح حتى قال عنهم الرئيس حسني مبارك أتمنى أن يصبح كل المصريين دمايطة..

www.guardians.net/hawass