بركاتك يا شيخ عطعوط (4 ـ 4)

TT

ومن ضمن الحيل الصحفية التي انتشرت أن تأتي بواحدة من الشارع شحاذة مثلا ونذهب بها إلى أحسن حلاق ثم إلى محل أزياء وندخل بها في عالم السهرات ويلتفت الناس إليها وتسجل كلمات وصور الغزل والمعنى أن الشكل يخدع.

وكثيراً ما لجأنا إلى صحفية حلوة بملابس أنيقة وجعلناها تبيع «أوراق اليانصيب» ويعاكسها الزبائن ويحاولون أن ينفردوا بها وأن يرموا في يديها فلوساً وأرقام تليفونات.. وكنا نصورها ثم نعرف كم قبضت من الجنيهات. لقد صنعنا حدثاً وسجلنا ما يقوله الناس وقد ارتدوا ملابس الذئاب. ونكتب ونلتقط صوراً ونكشف كذبهم ونفاقهم.. ولكننا لا نهاجم أحداً وإنما نصنع الحدث ونكتب.. وهي حيلة ويدخل المحررون السجون بالاتفاق مع رجال الأمن ونسجل ما يقوله السجناء.

ومن أشهر الحيل التي لجأت إليها أننا أتينا بأحد المحررين وألبسناه جبة وقفطاناً وعمة وعلقنا على رقبته مسبحة كبيرة ودفعنا بعدد من المحررين والمحررات يدعون إلى هذا الشيخ المزور وأطلقنا عليه اسم الشيخ عطعوط.. وتكاثر الناس يتحدثون عن كراماته ونصبنا له خيمة في منطقة مجهولة وتزاحم عليه الناس يتلمسون البركات ويدفعون فلوساً وبسرعة جاء من يبيعون الحلوى والحمص تماماً كما نفعل في موالد الناس الصالحين.. وتكاثر الناس وتعب الشيخ عطعوط وتعب المحررون وكان لا بد أن ننهي هذه اللعبة أو الحيلة الصحفية.. ففي يوم قررنا إنهاء أسطورة الشيخ عطعوط وفوجئ الناس باختفاء الشيخ عطعوط وقالوا: كرامة جديدة طار وذهب إلى الأراضي المقدسة وحكايات عن كيف طار!

وكما ظهر فجأة اختفى فجأة!

إنها حيلة الملوك والخلفاء ورجال المخابرات أيضاً.. إنها «اختراق» لحياة الناس بقصد أن نعرف وقد عرفنا!