صغير وساذج

TT

* عندما كنت صغيراً ساذجاً ـ وما زلت إلى الآن والحمد لله كذلك ـ

أقول: إنني في ذلك الوقت كنت شغوفاً بالأساطير والخوارق وكثرة الأسئلة، واذكر أنني سألت رجلاً فاهماً عن (عروسة البحر) التي كثيرا ما سمعتهم يتحدثون عنها، ما هي؟ ما أوصافها؟ وهل هي حقيقية؟! أجابني قائلاً: نعم، ولكنها للأسف لا تصلح للقلي كسمكة، ولا للمعاشرة كامرأة. وسألته: يعني إيه معاشرة؟! قال: لما تكبر تعرف.

وبحكم أنني ما زلت (صغيراً وساذجاً)، فما زلت لا أعرف.

* * *

* كنت جالساً مع أحدهم في (بلكونة) منزله، ولفتت نظري كثرة الذباب الذي تسلط علينا إلى درجة أن واحدة منها كادت تدخل في عينه.

فقال لي متذمراً ومتسائلاً: لست أدري لماذا لم يحاول سيدنا نوح أن يهش الذبابتين اللتين حملتهما سفينته؟!

قلت له: هذه حكمة من الله، ولكن أجبني: هل لديك حساسية من النظافة (والفليت)؟! وإذا به يسألني: ما هو الفليت؟!

* * *

* أتاني وعلامات الخيبة بادية على وجهه، سألته: ما لك؟!، قال: زوجتي، عندها لزمت الصمت لأنني لا أريد، بل من المستحيل أن أتدخل في أمور شائكة كهذه، ساد الصمت بيننا لعدة دقائق، ثم أخذ يتكلم (ويفضفض) دون أن اطلب منه ذلك، وقال: قبل عشرين عاماً، دخلت على رئيسي في العمل أخبره أنني تزوجت، فبارك لي ذلك، ثم أخذ ينصحني قائلاً: اسمع إن كل امرأة تتمنى أن يقال لها: (احبك)، وعليك أن تقول ذلك لزوجتك لا في شهر العسل فقط، ولكن على مدار السنين، وهي لن تمل من ذلك، وصدقني إن هذه الكلمة تنسيها كل شيء بما فيها التعب والمرض والديون وآلام الحمل والوضع، ولا تهمها لا الملابس ولا السفريات ولا الهدايا.. وعليك ألا تحوجها يوماً لأن تسألك: هل تحبني؟!، فتجيبها أنت بلا تفكير: (طبعاً احبك)..

واستمررت على هذا المنوال، وبالأمس القريب سألتني كالعادة: هل تحبني؟!، فأجبتها بشيء من الضيقة: أنت تعلمين أنني احبك مثلما أنت تحبينني بالضبط.. خلاص (قّفلي الموضوع).

وكان جوابها الذي نزل على رأسي كالصاعقة عندما قالت لي: ومن قال لك إنني احبك يا (معّفن)؟!