توضيح التصحيح

TT

اعتاد عدد من القرّاء أن يكتبوا إلى «البريد» باستمرار. وأصبحت أسماؤهم مألوفة لدينا ولدى القراء الآخرين. ولا بد أن نشكر جهود هؤلاء السادة وتفرغهم للردود أو التعليق على ما نكتب. وأحيانا أتساءل إن كان لبعضهم عمل آخر غير التضحية بوقتهم الثمين في هذا الباب؟ لكن أحيانا يقول لنا القراء الأعزاء ما لم نقل وما لم نكتب وما لم يخطر لنا في بال، من أجل أن يوردوا تعليقا أو فكرة. ولست أدري ما هو اختصاص إبراهيم شاكر من ألمانيا، لكنني واثق بأنه أضاف زاويتي إلى اختصاصاته. ويؤسفني أن اضطر إلى التوضيح، وليس إلى الرد.

كتبت منذ فترة مقالا عن زوجة المستشار هلموت كول وسميتها الفراو كول، كما قلت إن الرجل هو موحّد ألمانيا. وسارع إبراهيم شاكر من ألمانيا إلى التعليق، موضحا أن كلمة «فراو» بالألمانية تعني السيدة، مما يوحي أنني استخدمت السابقة بمعنى الأستاذ أو السيد أو الآنسة أو الصبي. يا عزيزي إبراهيم شاكر من ألمانيا، استخدمنا كلمة «فراو» بمعنى السيدة كول. أما شرحك لنا بأن كول ليس موحد ألمانيا، فلعلك تذكر أن ألمانيا توحدت في عهده، وأنه صرف 500 مليار مارك على ألمانيا الشرقية، وأنه أدار بمهارة تاريخية أهم عملية توحيد في القرن العشرين. وإذا كنت تعرف موحدا آخر لألمانيا تفضل وأعلمنا باسمه، ومكان وجوده السري ولقبه الحركي.

وفي عدد أمس يعلق إبراهيم شاكر من ألمانيا، على كلمتين عن صديقي وزميلي ورفيقي محمود السعدني، الذي سميته ساخر مصر الكبير، وقلت إن الأدب الساخر لم يعرف مثله منذ المازني. يقول إبراهيم شاكر من ألمانيا: «أقول إن محمود السعدني، الساخر العملاق، لا يقارن في رأيي بفنانين هزليين». مَن هو الذي قارن يا إبراهيم شاكر من ألمانيا بين محمود السعدني وبين الفنانين الهزليين؟ بل مَن هو الذي قارن بين السعدني، وبين أي كاتب ساخر في مصر؟ أين قرأت ذلك؟ ما هو الذي قلته سيادتك عن السعدني ولم يرد في مقالتي عنه؟ من السجون إلى الحريات إلى المنفى؟ ما هو الذي أثار حميتك؟ لماذا استخدام اسمي في تصحيح شيء لم أقله ولم أكتبه، ولا يخطر في بالي، ولا في بال دجاجة أو صوص؟

في المرات المقبلة أرجو أن يتلطف محرر البريد، ويقرأ المقال المعلق عليه. فإذا ورد فيه ما يثير قارئا كريما جاز الرد أو التعليق. أما إذا كان القارئ يعلق على ما يتخيله، فالرجاء حذف اسمنا.