لا تنتقموا من حماس

TT

لم تطلق الصواريخ الاربعة من غزة حباً في إيذاء اسرائيل بل من قبيل التخريب على حركة حماس الحريصة على الهدنة إرضاء للسوريين. الذين اطلقوها يريدون التخريب على حماس، ومن بينهم فتح. هدفهم رد الجميل لحماس التي اطلقت الصواريخ وأفسدت عليهم من قبل مفاوضاتهم، وعطلت اكثر من هدنة سابقة.

حماس ظهرت بوجهها الحقيقي في الهدنة لغة ومواقف، وهذا في حد ذاته يكفي لمن يرغب في الانتقام. فقد سمع ورأى الفلسطينيون كيف انقلبت حماس على كل ما كانت تتسبب في معاناتهم من اجله. نتذكر انه في اعقاب انسحاب الاسرائيليين من قطاع غزة، هدموا مستوطناتهم وطووا أعلامهم وسلموا السلطة الفلسطينية مفاتيح القطاع، عندها تمنى الرئيس الفلسطيني محمود عباس من كافة الفصائل والتنظيمات الفلسطينية عدم إعطاء الاسرائيليين الذريعة للاعتداء على غزة المحررة، وان الوقت حان للتركيز على ممارسة الضغط لإخراجهم من الضفة الغربية.

حماس انبرت تخون كل من يحاول منعها من اطلاق الصواريخ، وتهدد من يحاول منع إرسال فتيانها في عمليات عسكرية معظمها لم تنجح. وكانت اسرائيل تستجيب لحماس فتعود في كل مرة تهدم وتقتل وتحيل حياة المواطن الفلسطيني الى جحيم. كانت تلك مشاغبة متعمدة من حماس لإحراج السلطة الفلسطينية، رغم انها ادخلتها ديوان الحكم وسلمتها رئاسة الوزراء بعد فوزها في الانتخابات، في حالة استثنائية في العالم العربي. وبدل شكر فتح انقلبت حماس وشقت الصف وطردت فتح ونصبت نفسها حاكمة غزة. كل ذلك باسم محاربة اسرائيل. الآن جاءتها التعليمات من دمشق أن توقف صواريخها، وتلتزم بعدم إيذاء الاسرائيليين، من اجل تسهيل مفاوضاتها مع الاسرائيليين في تركيا وعلاقاتها مع فرنسا. ولو نظرنا بموضوعية لما يحدث، فلا ننجر وراء الموقف العاطفي، يتحتم على السلطة الفلسطينية وفصيلها الكبير فتح، وأذرعتها العسكرية، ان تعطي فرصة للهدنة. دعوا الاسرائيليين يرقدون آمنين، ودعوا حماس تنام مع حكومة اولمرت، لان ذلك سينجب عقلية واقعية في داخل حماس. حماس فقدت الكثير منذ البداية بسبب تبعيتها للخارج، تخطف وتقذف وتهادن بأوامر من الخارج تاركة وراءها مصالح أهلها في فلسطين وقضيتهم المركزية. الكل رأى أن قرار حماس خارجي منذ انقلابها على السلطة الفلسطينية وقيامها بحراسة الحدود الاسرائيلية وهي التي كانت تخترقها يوم كانت فتح في الحكم. فقدت فعليا صورتها التي بنتها، التنظيم الرافض للمصالحة والتفاوض والسلام.

دعوا حماس تنعم بالتفاوض، والمصالحة، وحراسة الحدود، والاجواء الاسرائيلية، حتى يراها الجميع مجرد حركة سياسية اخرى وليست سلطة منزلة من السماء. ودعوا اهل غزة ينعمون ولو بقليل من الهدوء والخبز والوقود.

[email protected]