فيها شفاء للنساء

TT

أخيرا كشف العلماء حقيقة علمية تثبت أن المرأة محظوظة لأنها امرأة. ففي دراسة جامعية حديثة اجريت في الولايات المتحدة اكتشف الباحثون ان الصداقة بين المرأة والمرأة تجربة انسانية شديدة التميز. فالصداقة بين امرأتين تؤثر في التكوين الشخصي لكلتيهما وتحدد بعض المسارات السلوكية ايضا. واضافة الى ذلك فإن الصداقة تلطف صخب الاصوات الداخلية التي تعتمل في النفوس وتملأ الفراغات التي يتركها الحب والزواج خاوية احيانا. وهناك المزيد.

اكتشف العلماء ان التواصل بين صديقتين يزيل الاثار الجسمانية المصاحبة للقلق. وأزاح البحث العلمي الستار عن حقيقة اخرى وهي ان استجابة المرأة للقلق تختلف اختلافا نوعيا عن استجابة الرجل، وهو اكتشاف مذهل قلب كل الدراسات السابقة رأسا على عقب. فقد كان من المفترض ان الخوف او القلق يؤديان الى افراز الادرينالين بسرعة كافية تعين الضحية على التعامل مع مصدر الخطر. فان كنت على قمة جبل وفاجأك دب كبير بالعدو نحوك فان الادرينالين اما ان يسعفك بهجوم مسلح على الدب لتصرعه فتنجو، واما يسعفك بقوة مضاعفة على العدو فتجد ساقيك تسابقان الريح هربا من الدب المفترس.

ثم جاء الاكتشاف المذهل حين اجريت الابحاث على نساء لا رجال. تبين ان المرأة تؤثر بديلا ثالثا فهي لا تلجأ للهجوم او للهرب. ففي اوقات الشدة يفرز جسمها هورمون الاوكسيتوسين. هذا الهورمون يدفعها دفعا نحو صغارها وان لم تكن أماً يدفعها نحو صديقاتها. وتقول الدراسة بأن رعاية الصغار او التواصل مع صديقة يحفزان افراز المزيد من الاوكسيتوسين الطارد للقلق وللاعراض المصاحبة له. وانطلاقا من تلك النتائج يقول العلماء ان هذا الاكتشاف مرتبط بظاهرة اخرى وهي ان المرأة اطول عمرا من الرجل. والسبب هو ان العلاقات الاجتماعية الحميمة في حياة المرأة تخفض خطر الاصابة بضغط الدم وامراض القلب.

الصداقة الحقة لا تبعد شبح الامراض فحسب بل هي عنصر فعال في احساس المرأة بالتفاؤل والحيوية بعد ان تودع مرحلة الشباب.

الى جانب ذلك درس الباحثون سلوكيات المرأة بعد موت الزوج، معتبرين ان وفاة الزوج هي اكثر التجارب الانسانية قسوة التي تجلب معها الكثير من الحزن والقلق. وأشارت الدراسة الى ان وجود صديقة وكاتمة اسرار في حياة المرأة بعد الترمل تضاعف قدرة الارملة على التكيف مع حياتها الجديدة واستيعاب حالة الخسران التي تعقب موت الشريك.

حين تتعرض الانثى لموقف يشعرها بالحزن او الاسف تفكر في وسيلة تعيد اليها احساسها بأن الدنيا بخير. قد تهرع الى المطبخ لاعداد فنجان من القهوة. او تعد الحلوى لاولادها. لكنها حتما تدير قرص الهاتف لكي تكلم صديقة.

الرجال يعيبون على مجتمع المرأة انه مجتمع منقوع في ثقافة البوح والشكوى. دموع المرأة تستقطب ازدراء الرجل، ربما لأن برمجياته مختلفة. ففي اوقات الشدة يخوض معاركه لوحده إما برد الهجوم بهجوم او بالفرار منه، أو يفضل ان ينتحي ركنا قصيا لا يشغله سواه على ان يبوح بسره لاحد.

هل تغير الابحاث الجديدة سلوكه؟ ام يظل متمسكا بسياسة الهجوم او الهرب حتى لو اختزلت من عمره سنوات؟

المؤكد هو ان كل امرأة تحب الحياة وتتمنى الاحتفاظ بالتفاؤل والحيوية لآخر العمر هي امرأة تقدر صداقة المرأة للمرأة وتشعر بأنها محظوظة لأنها خلقت امرأة.