هداياهم العجيبة!

TT

تعال لكي تتفرج على التمثال الذهبي الذي نشرت عنه اليوم ـ قالها الرئيس السادات بشيء من السخرية، ثم فتح درجا واخرج منه تمثالا في حجم الزيتونة، وقال: هذه هدية وزير الدفاع الإسرائيلي عيزرا فايتسمان.. إنه من الخشب المذهب!

وكنت قد نشرت إنه تمثال. ولا بد أن القارئ قد تخيل نسرا ضخما فخما! أما هدية رئيس دولة إسرائيل إسحاق نافون فكانت لفافة من الورق عليها قصة النبي يوسف وزيرا لمصر أو مستشارا للأمن القومي كما وردت في التوراة. اللفافة من ورق في داخل صندوق خشبي في داخل قماش أحمر قطيفة له أطراف ذهبية، لكن.. لا ذهب ولا فضة!

وقصة النبي يوسف هذه كتبها الزميل الخطاط يوسف وهبي.. وهو يهودي مصري.. ولما جاء موشى ديان وزوجته إلى القاهرة كان لا بد أن يرى الرئيس السادات في القناطر الخيرية القريبة من القاهرة. وذهبنا معا. وتصادف أن السائق كان أسيرا في حرب 73. وكان يهمس قائلا: تعرف يا سعادة البيه لو كنت سيادتك مش في السيارة لنزلت بها إلى النيل.. لقد عذبنا ديان. قلت: اسكت.. إنه الآن ضيف الرئيس.

وكان الرئيس جالسا تحت الأشجار في انتظارنا. وكذلك السيدة جيهان السادات. وتقابلا كأنهما صديقان. أو كأنهما صارا صديقين بعد أن انتهت الحرب واستعدنا أرضنا وكرامتنا. ويجب أن ننظر إلى المستقبل. وتناول الكلام كل شيء في السياسة وفي الحياة والأكل والشرب والفواكه والخضروات.. وماذا سوف نفعل في سيناء وفي الوادي وفي الشواطئ.. وفجأة تساءل موشى ديان: فخامة الرئيس نفسي أعرف كيف قررت زيارة إسرائيل.. ما هي المقدمات وكيف وصلت إلى هذا القرار الخطير الذي يحسدك عليه زعماء هذا الزمان!

وضحك السادات.. وفجأة همس ديان في أذن زوجته ففتحت حقيبتها وأخرجت قطعة من الشيكولاته في حجم التليفون المحمول. وأعطتها لزوجها. وقدمها ديان للرئيس السادات قائلا: هذه لأحفادك!

أما (هذه) فهي قطعة صغيرة. ليست صندوقا ولا هي من الذهب ولا من الفضة.. وإنما شيكولاته عادية.. ولم يظهر على وجه ديان لا حرج ولا كسوف ولا أي شيء.. تماما كأنه قدم هدية ثمينة جدا. لقد قدمها بحفاوة شديدة. وأمام هذه الحفاوة أخفى السادات دهشته في شكره.. في سخريته!