إيران وإسرائيل وعين الفيل

TT

هناك مثل شعبي يقول «عينك في الفيل وتطعن في ظله»، وهذا ما يتضح اليوم في الحرب الإعلامية المتصاعدة بين إيران وإسرائيل، والتي تشير إلى أن المنطقة على أعتاب حرب جديدة.

الإيرانيون والإسرائيليون باتوا يصرحون، ويتحدثون، وخصوصا إسرائيل، في تفاصيل عسكرية دقيقة، تكشف أن فرص وقوع ضربة عسكرية ضد إيران أكبر بكثير من عدم وقوع الضربة. وعلى سبيل المثال ما قاله رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي السابق في حديث لصحيفة «صنداي تلغراف» البريطانية أخيرا بأن «أسوأ السيناريوهات هو أن تمتلك إيران السلاح النووي خلال حوالي عام والوقت المتبقي لمواجهة ذلك يضيق أكثر فأكثر».

ومع تزايد التهديد الإسرائيلي لإيران، وتصاعد فرص توجيه ضربة للمواقع النووية فيها، نلحظ أن طهران وبدلا من تهديد إسرائيل ترد بتهديد منطقة الخليج العربي، ودولها. وبدلا من تلويح إيران باستخدام قدراتها العسكرية، فإنها تلوح بحلفائها في العالم العربي، وتحديدا لبنان وفلسطين!

وللتأكيد على تهديد دول الخليج العربي يقول محمد علي جعفري، قائد الحرس الثوري الإيراني، لصحيفة «جامي جام» الإيرانية إنه «إذا وقعت مواجهة بيننا وبين عدو من خارج المنطقة فإن نطاق المواجهة سيمتد بالتأكيد للموضوع النفطي».. هكذا بكل صراحة، حتى ولو كان الهجوم من إسرائيل!

ما تفعله طهران اليوم حيال دول الخليج العربي لا يمكن وصفه إلا بالابتزاز السياسي. فإيران تريد من دول الجوار التزام الصمت حيال رغبتها في تملك السلاح النووي، لكي تتمكن من تشكيل قوة عسكرية ضاربة تمكنها من فرض سيطرتها على دول المنطقة، والعالم العربي، برضاء وغطاء العرب أنفسهم.

وفي حال ما أراد المجتمع الدولي، أو إسرائيل، منعها من ذلك، فإن رد طهران هو التهديد المباشر لدول الخليج العربي وأمنها ومصدر استقرارها. وعليه باتت خطورة الحياد إزاء سعي إيران لتملك السلاح النووي، مثل اتخاذ موقف بالنسبة لدول الخليج، والعالم العربي.

فجميع المؤشرات توضح أن لدى ايران موقفا معاديا للدول العربية، ناهيك عن أنها تتعامل مع العالم العربي بفوقية واضحة، حيث تحول الخليج والعالم العربي إلى ورقة لعب، أو رهائن لدى طهران، وهذا ما كنا نحذر منه مرارا.

وحتى عندما تهدد إيران إسرائيل بالرد داخل أراضيها فإنها تهددها بحزب الله الإيراني في لبنان، وبحركة حماس، وليس بصواريخ طهران بعيدة المدى التي كانت تفاخر بها. التهديد الإيراني باستخدام حزب الله وحماس دليل على أن إيران لم تستثمر في هذه الحركات إلا من أجل مصلحتها الأمنية، على عكس الدعاية التي انطلت على الكثيرين في عالمنا العربي بأن إيران حريصة على القضية الفلسطينية وتحرير الأراضي العربية.

تصريحات الإيرانيين تكشف حقيقة نظرتهم لدول الخليج العربي، وخطورة عملاء إيران في دولنا، حيث اتضح أن معارك الحركات المحسوبة على طهران بدولنا ليست معاركنا نحن كما توهم البعض، بل هي معارك للدفاع عن المطامع والحسابات الإيرانية.

[email protected]