تضامنوا معه خوفا على انفسهم

TT

كانت فضيحة بمقاييس كبيرة أمام العالم عندما جاء بلا خجل ديكتاتور زيمبابوي الى القمة الافريقية بعد ان نصب نفسه رئيسا للمرة السادسة. وقد يقول أي مراقب، ما الجديد فمعظم زعماء افريقيا هم مثل روبرت موغابي؟ وبالتالي هم استقبلوه لانهم يشعرون انه واحد منهم. يدافعون عنه لانهم يدافعون عن انفسهم. وهذا صحيح وواضح للجميع إلا ان قمة الاتحاد الافريقي فعلتها بشكل فج ومسيء وفاضح، لم تحاول حتى وضع مسافة بسيطة مما حدث في زيمبابوي. الحقيقة انه لا لوم على الاتحاد لانه لم يفعل شيئا يذكر سوى أنه غير اسمه من منظمة الوحدة الافريقية الى الاتحاد الافريقي.

وإذا أردت أن تعرف كيف نجح الاستعمار فانظر الى زيمبابوي الذي جعل الشعب يترحم على أيام الكولونيالية بسبب ما فعله فيهم. خلفهم رجل شرير اسمه موغابي، أحال واحدة من اجمل واغنى دول افريقيا الى بلد منكوب، وهدد بحرق البلاد على رأس أهلها إن حاول احدهم تحديه، واضطر منافسوه الى الهروب للاحتماء بالسفارات الاجنبية خوفا على أنفسهم.

موغابي، مثل رفاقه من زعماء أفارقة، نجح في تحويل الحدائق الكبيرة الى ارض جدباء، وحوّل سكان بلاده الى عالة على منظمات الاغاثة الدولية. موغابي نجح في تقصير أعمار مواطنيه حيث انخفض معدل العمر في زيمبابوي من 64 عاما الى 37 عاما فقط، وضرب التضخم أرقاما خرافية لم يسمع بمثلها الاقتصاديون في العالم حيث بلغ اربعة ملايين في المائة، وصار مئات الآلاف من مواطنيه يهربون باتجاه جنوب افريقيا التي كانت تؤيده في البداية ثم تخلت عنه أخيرا. ولم يستح موغابي فذهب الى مؤتمر الفاو الدولي الذي خصص لمعالجة الجوع والأزمة الغذائية ليحاضر في المنظمة وهو الذي الغى الزراعة بدعوى توزيع الاراضي وتسبب في اكبر مجاعة في بلاده. كانت بلاده تحصد كل موسم الذرة والقمح والارز والقطن وقصب السكر، اليوم صارت مزارع مقفرة بلا حياة.

لكن، لماذا يزيد زعماء افريقيا تشويه صورتهم السيئة أصلا باستضافة موغابي بعد يومين من تنصيب نفسه رئيسا بالقوة ؟ لقد نجح موغابي في جعل الاتحاد محل اهتمام العالم واستغرابهم، الذين كانوا يصدقون ان الاتحاد له دور مفيد في حل قضايا القارة. وقبل المؤتمر دافع وزراء الخارجية في وجه أي عقوبات يريد المجتمع الدولي تطبيقها ضد موغابي من مبدأ معروف، حماية أنفسهم من أي عقوبات مماثلة.

[email protected]