انتقام حزب الله من السوريين

TT

مثلما أن هناك اجماعا على خطورة اشتباكات طرابلس المسلحة بين العلويين والسنة، هناك حيرة وتساؤلات حول أسباب تواصل الاقتتال رغم محاولات التهدئة، وحول دور السوريين مع علويي جبل محسن. فكيف تدعم دمشق اقتتال طرابلس والأسد يتأهب للقاء ساركوزي؟

طرحت تلك التساؤلات على مسؤول عربي مطلع على الملف اللبناني بشكل دقيق، وكان تعليقه: «يجب أن لا تتجاهل المعلومات التي تقول إن حزب الله يزود العلويين في جبل محسن بالسلاح والمقاتلين».

التحليل يقول إن حزب الله معني بإظهار أن معارك لبنان ليست بين السنة والشيعة فقط، بل هناك أطراف أخرى منها العلويون، هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى فإن حزب الله يسعى لتسديد فواتير مستحقة على السوريين للحزب وللإيرانيين. وهنا تكمن القصة.

وزير الخارجية السوري وليد المعلم نفى أن يكون لبلاده دور في ما يحدث بطرابلس قائلا «لا معلومات لدي عن أي دور سوري في لبنان، ولا في موضوع أحداث طرابلس المؤسفة والتي نأمل أن يتم وضع حد لها بما يحفظ الأمن والاستقرار».

والسؤال: عن أي أمن واستقرار يتحدث المعلم؟ يقول المصدر العربي «اندلاع معارك بين السنة والعلويين بطرابلس في ذروة الاحتقان الطائفي بلبنان والمنطقة، إذا لم يوضع له حد فلن ينتهي في لبنان فقط»، مضيفا ان الأكثرية في سورية هي للسنة، وبالتالي فأي اقتتال سني ـ علوي سيطال النظام السوري، ويعرض أمنه للخطر.

ولذلك سارع المعلم بالنفي لأن ما يحدث في طرابلس يمس أمن النظام السوري. كيف لا وجماعة الإخوان المسلمين السورية بدأت تحريك ذيلها، وهي التي لم تدن انقلاب السابع من أيار الذي قام به حزب الله في بيروت.

ولكي تتضح الصورة لا بد من قراءة بيان الإخوان الذي يقول على لسان الناطق باسم الجماعة زهير سالم إن «ما يجري في لبنان الآن من أحداث طائفية، هو شرارة يتعين على العقلاء أن يدركوا أنها يمكن أن تمتد إلى دول الجوار، مع أننا لا نحب أن نتحدث عن سياسات انتقام وعن حرب أهلية في سورية، ونتمنى وبكل قوانا أن نستطيع أن نحول دون ذلك، لكن مثل هذه النار عندما تشتعل لا يستطيع أحد إخمادها».

هذا التحليل لما يحدث في طرابلس يوضح أن حزب الله لم ولن ينسى اغتيال عماد مغنية في دمشق، مثلما أن إيران لا يمكن أن تسمح بأن ينتهي زواج المتعة بينها وبين دمشق بقرار من طرف واحد وهو سورية.

حزب الله وإيران يشعران بأن دمشق قد باعتهما، والأنباء تشير إلى جولة ثالثة من المفاوضات بين الإسرائيليين والسوريين يفترض أن تكون عقدت يوم أمس بتركيا. وبالتالي فإن حزب الله وطهران يريدان اشعال النار في طرف الثوب السوري المهرول فرارا منهما. فلا يمكن أن تحترق طرابلس بمعركة سنية ـ علوية وينجو النظام السوري من حريقها، وهو المحاط ببحر من السنة في دمشق.

[email protected]