الناقة والجمل

TT

هناك رجل ولد أنثى.

كيف يكون هذا؟! هل هي (فزّورة)؟! لا أبداً، ولكن الحكاية وما فيها أن صحيفة بريطانية ذكرت أن ذلك الرجل سبق له أن كان امرأة قد حملت بثلاثة توائم وأجهضتهم، وبعد ذلك بمدة اجتاحت جسمها تغييرات هورمونية شديدة لدرجة أنها بدأت تتغير شكلا وموضوعا، فقررت أن تجري عملية لتغيير جنسها إلى رجل، وفعلا نجحت العملية، وأخذ اسماً جديداً هو (توماس بتي)، غير أنه من شدة (وفائه لماضيه) قرر أيضاً الاحتفاظ بأعضائه التناسلية الأنثوية كما هي وعدم التنازل والتفريط فيها بأي شكل من الأشكال، وكأنه كان يطبق مثلا شعبيا في الجزيرة العربية يقول: «دس حق الحمار لحاجته».

ومن حُسن حظه أنه تزوج بامرأة تدعى (نانسي)، وقد شاهدت أنا شخصياً صورتها وهي على قدر لا بأس به من الجمال لولا أن صدرها كبير ومترهل بعض الشيء ـ صحيح أنه مزعج، ولكنه (ينبلع) مقارنة ببشاعات بعض النساء ـ واتفق الزوجان السعيدان على الإنجاب لتكتمل فرحتهما، غير أن (نانسي) واجهتها مشاكل صحية كبيرة تمنعها من الحمل.

هنا تذكّر (توماس) أجهزته التناسلية الأنثوية وأنها ما زالت ولله الحمد بخير و(صاغ سليم)، وهي جاهزة وعلى أتم الاستعداد للتشغيل والعمل، ووافقت الزوجة أن يحمل زوجها بدلا منها.

والآن وقد مضى على زواجهما ستة أشهر يزعم الزوج (توماس) أنه حامل بطفله.

كيف؟! والله ما أدري (!!).

فعلا إن هذا العالم لا يجيب (العصبي) فقط، ولكنه يجيب (الهستيريا) كذلك، وإلا بالله عليكم ما رأيكم بأربع شقيقات كالزهرات المتفتحات يعشن مع والدهن ووالدتهن في مدينة (هامبورغ) الألمانية حياة هانئة طبيعية، وفي أحد الأيام استدعاهن والدهن لعقد (اجتماع عائلي) في غرفة المعيشة، وكانت صدمتهن كبيرة عندما صارحتهن الأم قائلة بكل بساطة: يا بنات إن بابا في الأصل كان امرأة، وهو حَن إلى أصله ويريد أن يرجع إليه.

وجاء في صحيفة (بيلد) الألمانية الواسعة الانتشار في موقعها الالكتروني: أن الفتيات الأربع صار لهن الآن والدتان بدلا من أب وأم، وذلك بعد أن أجرى الأب عملية ناجحة ليعود مرة أخرى لقواعده سالماً كأي امرأة تضع (الروج) على شفايفها، و(المونكير) على أظافرها، ولا أريد أن أتحدث عن الأشياء الأخرى، وقد استقال ـ أو استقالت ـ من الوظيفة التي كان يشغلها في (الكنيسة).

وبدّل اسمه وأصبح السيدة المحترمة (أريس ماريا)، ويعيش الآن مع زوجته (تينا) وبناته الأربع اللاتي أصبحن يفتخرن أمام زميلاتهن أن لهن (والدتين).

ويقال إن (أريس وتينا) شوهدتا عدة مرات في (الويك إند)، وهما تستمتعان بمراقصة الرجال بكل حماسة وروح رياضية، وتعودان في ساعة متأخرة من الليل إلى منزلهما وهما تتضاحكان.

وقد قالت العرب قديما: (استجملت الناقة واستنوق الجمل)، أما الآن فقد استجملت الناقة ثم عادت واستنوقت مرة أخرى، واستنوق الكثير من الجمال، وحليت لها هذه الحياة (الرغدة) فلم تعد تريد أن تعود جمالا وفحولا.

[email protected]