من سيحفظ مبادرة الإيمان؟

TT

مثلما ألمح الرئيس بوش أخيرا خلال المؤتمر القومي الخاص بمكتب البيت الأبيض للمبادرات الإيمانية والاجتماعية، فإن أول أمر تنفيذي أصدره مع مطلع رئاسته هو تأسيس ذلك المكتب. وقد بدأ الجدل يدور حول هذه المبادرة منذ ذلك الوقت إلى الآن. فالليبراليون الذين يقيسون ولاء الأفراد بمقدار ما يدفعون من ضرائب فقط، يقولون إن هذه المبادرة لم تستكمل هدفها بعد. أما المتحمسون بشأن الفصل بين الكنيسة والدولة، فيقولون إن في هذه المبادرة مبالغة ويجب إغلاقها. لكن هذا البرنامج يحّول حياة العديد من الأفراد. وفي ظل الحملات الانتخابية التي تنقصها الأفكار الجديدة، فإنه يجب علينا الحفاظ على هذه المبادرة. ومن الأمثلة على قوة التحويل التي يمتاز به هذا النوع من المبادرات، توماس بويد، وقد تخرج في هذا البرنامج الذي يساعد السجناء السابقين على إعادة بناء حياتهم. وهناك الآلاف مثله في هذا البلد. وهم يمثلون الضوء الساطع لهذه المبادرة التي رأيت نجاحها الباهر أثناء فترة عملي الأولى في البيت الأبيض لمدة أربع سنوات كمدير لبعض هذه المبادرات. وقد جلب برنامج البيت الأبيض برامج جديدة، كما حصل على المزيد من التبرعات الخيرية وعمل على تحسين العلاقات بين الحكومة الفيدرالية والجمعيات الدينية، كل ذلك مع مراعاة الحدود الدستورية.

وعلى الرغم من استمرار الجدل في واشنطن بخصوص هذا البرنامج، إلا أن هذه المبادرة الإيمانية التي بدأها بوش تحقق نجاحا كبيرا. وقد قام 35 محافظا و19 من الحزب الديمقراطي و16 من الحزب الجمهوري – وأكثر من 70 عمدة بإنشاء برامج مماثلة.

وعلى الرغم من تحقيق هذه المبادرة للكثير من النجاح لفترة طويلة، إلا أن استمرارها محل شك كبير. ولن يتم تحديد ذلك، إلا مع قرار الرئيس المقبل باستمرار هذه المبادرة من عدمه. وفيما يتعلق بهذا الموضوع، فلم يشر أي من المرشحين إلى قرار بعد. وحيث أن أحدا لم يسأل المرشحين عن هذه الأسئلة الهامة، فإنني سوف أفعل ذلك:

هل سيستمر افتتاح المكاتب الـ11 الخاصة بالمبادرات الإيمانية والتي قام بتأسيسها الرئيس بوش بما في ذلك المكتب الموجود في البيت الأبيض؟

فهذه المكاتب تقوم بعمل هام في مساعدة الجمعيات الدينية على محاربة التفرقة العنصرية. ولم تستطع كنسية بول ريفير تلقي منحة «مخصصات إنقاذ أميركا» حتى قام الرئيس بوش بعمل تغيير في سياسة تلقي المنح. وقد تلقت أكاديمية سياتل هبريو أموال إعانة الكوارث للتغلب على كارثة الزلزال بعد أن قام البيت الأبيض بتغيير سياسة الإعانات للتأكد من معاملة الأكاديمية مثل أي جامعة أخرى. ودون هذه المكاتب، لم يكن ليحدث أي شيء من ذلك كله.

هل ستقومون بإلغاء القرار التنفيذي للرئيس بوش بوجوب المعاملة بالمثل بين المؤسسات الإيمانية من قبل الحكومة الفيدرالية؟

لقد كانت الجمعيات الدينية تواجه فيما مضى بعض أنواع التفرقة إذا قامت ببعض الأعمال مثل رسم الصلبان على الأسوار، أو إذا قامت بتوزيع بعض المطويات الدينية. وعندما منع الكونغرس تشريعا ينهي مثل هذه التفرقة، قامت المكاتب الإيمانية الاتحادية برعاية 13 تشريعا من خلال سبع وكالات كانت تساعد الجمعيات الإيمانية على إنجاز أعمالها. فماذا ستفعلون حيال هذه التشريعات وهذا القرار التنفيذي؟

هل ستقومون بتوسيع المشروع الأولي للرئيس بوش، الذي يسمح للمدمنين باختيار برامج معالجتهم؟

فقبل فترة ولاية بوش، كان يتم إجبار المدمنين على مستوى البلاد كلها باستخدام برامج معالجة واحدة على الرغم من فشلها مع الكثير منهم. وفي الولايات التي كان يتم فيها الوصول إلى البرنامج المناسب للعلاج، كان المدمنون يختارون البرامج ذات التوجه الإيماني لمعالجتهم. فهل سوف تدعمون المزيد من البرامج التي تسمح بالاختيار؟

هل تدعمون حق الجمعيات الإيمانية في التوظيف على أسس دينية دون مصادرة الأموال الفيدرالية؟ والعنوان السابع لقانون الحقوق المدنية لعام 1964 وما بعده من قرارات للمحكمة العليا، يسمح للجماعات الدينية بالتوظيف على أسس دينية. فالمؤسسات اليهودية الأرثوذكسية لا يمكنها بأي حال الحفاظ على هويتها إذا أرغمت على توظيف معمدانيين أو ملحدين. وإذا رغبت هذه المجموعات في الحصول على تمويل اتحادي لدعم الأعمال التي تقوم بها، فإنها تواجه مجموعة كبيرة من اللوائح المتعارضة. وفي بعض حالات برامج مكافحة الفقر، فإن الكونغرس يمنع التوظيف الديني، ومع ذلك، فإنه يسمح به مع برامج أخرى. وقد أظهر ذلك الحاجة إلى إعادة صياغة بعض التشريعات. فكيف يمكنكم التغلب على هذه المعضلة؟

هل ستقومون بتطوير المنافسة حتى يحقق أفضل المتبرعين الفوز، سواء كان شخصية دينية أو علمانية؟

هؤلاء الذين يدافعون عن البرامج الحكومية الكبيرة التي تحارب الفقر، دائما ما يركزون على زيادة مستويات الإنفاق، بدلا من تحقيق النتائج. ومن الأمثلة على ذلك برنامج هيد ستارت الحكومي الذي تكلف ملايين الدولارات. وقد حاول الرئيس بوش الاهتمام بالمسؤولية وربط التمويل بالنتائج بدلا من استمرار التمويل دون تحقيق أي نجاح. لكن الرئيس فشل في تحقيق ذلك، وفشل كذلك العديد من البرامج الإيمانية. ويشكل المتبرعون العلمانيون 95% من متبرعي برنامج هيد ستارت، فهل ذلك يبدو عدلا بالنسبة إليكم؟ وإذا لم يكن كذلك، فماذا ستفعلون حيال ذلك؟

الحديث عن الله في الحملات الانتخابية يمكن أن يبدو مناسبا، ولكنه ليس بديلا عن تحديد موقف سياسي محدد وفعال حول هذه المبادرة الهامة. ومع تباطؤ الاقتصاد، يجب المحافظة على هذه الاتجاهات الجديدة في مجتمعنا. ويجب أن يكون الرئيس المقبل محددا حيال ذلك الأمر.

* الكاتب مدير سابق لمبادرات مكتب البيت الأبيض الإيمانية والاجتماعية بين عامي 2002 و2006. وهو رئيس كلية سانت فينسينت في لاتروب بولاية بنسلفانيا

خدمة واشنطن بوست

خاص بـ«الشرق الأوسط»