مع فريق برشلونة

TT

صدرت «النهار» غداة انتصار إسبانيا على الجلف الألماني وقد احتل العنوان الأول، لمرة منذ سنوات، نبأ لا علاقة له بأزمات لبنان ونكده وبؤسه، بعنوان «فيفا إسبانيا»، المأخوذ من أغنية شعبية قديمة يرددها أحفادنا الإسبان تحية لبلادهم. من هو رئيس القسم الرياضي في صحيفة لبنان الأولى؟ هو نفسه، رئيس التحرير، الأستاذ فرنسوا عقل. وهو أحياناً محرر القسم. ويعطي الرياضة من وقته ما يعطي السياسة أو المحليات أو سواها. وقد تعلمنا من فرنسوا عقل الكثير، إلا عشق الرياضة وأهمية ريال مدريد ولماذا يجب تأييد المانشستر يونايتد.

شاهدت المباراة الأخيرة مع الزميل شوقي الريس في البيت القروي، لأن قرية شوقي لا تبعد إلا مسافة «صوت النداء» كما يقال في القرى. وما هي إلا مصادفة أهل الجوار. ولا علاقة إطلاقاً لكون الصديق العزيز هو المترجم المحلف للتاج الإسباني ورئاسة الوزراء. لقد صدف ذلك النهار أن شوقي كان في الجبل يزور والدته، وأن إسبانيا تحاول الانتقام للأتراك الماهرين من سطوة الألمان.

روى شوقي أنه تولى الترجمة بين ضيف عربي رسمي ورئيس الوزراء ساباتيرو، قبل فترة. وبعد انتهاء المقابلة سأله ساباتيرو: «هل أنت إسباني»، فأجاب «لا. أنا لبناني». فعاد يسأل «هل تعتبر نفسك إسبانياً أم لبنانياً». فقال شوقي: «لا يحق لرئيس الوزراء أن يطرح مثل هذا السؤال. لكنني في أي حال، لبناني غير قادر على نزع جذوري». وهتف ساباتيرو: «فليحيا أصلك والرحم الذي حمل بك». لكنه عاد يسأل، من تؤيد في إسبانيا، قاصداً من الأحزاب، فأجاب شوقي: السياسة تروح وتأتي لكنني بصورة دائمة أؤيد فريق برشلونة! وهتف ساباتيرو من جديد: فليسعد من اختارك مترجماً للملك وللرئاسة. يا لك من رجل نبيل. يا لك من إسباني متفوق. بارك الله في جذورك.

الشهر الماضي عقدت قمة الجوع في روما برعاية منظمة الأغذية والزراعة. وخلال إحدى الاستراحات ترك الرئيس الإسباني زملاءه وجاء إلى شوقي الريس. عشر دقائق والحديث عن فريق برشلونة، والسنيور ساباتيرو ينفعل، ويؤدي حركات بيديه وكتفيه ورأسه ويسجل أهدافاً لحساب فريق برشلونة. والزعماء يتساءلون، لماذا تركهم الرئيس الإسباني لكي يتحدث إلى هذا الرجل. من تراه يكون؟ ولو؟ مناصر لبرشلونة.