الاستمتاع بالبورصة السياسية

TT

كسبت من الانتخابات الحالية 178.60 دولار. هذا صحيح، فقد كسبت 100 دولار لأنني راهنت أمي على أن باراك أوباما سيهزم هيلاري كلينتون، وحصلت على 50 دولارا عندما راهنتها على أن جون إدواردز سيخرج من السباق قبل «الثلاثاء الكبير». قد يقول قائل إنه من غير المناسب أن يعامل ابن أمه بتلك الطريقة، ولكني أعتقد أنني كنت أبدي حبا قويا عن طريق استثارة آمالها وأحلامها الأنثوية.

ولكن من أين جاءت الـ28.60 دولار الباقية؟ كان ذلك عن طريق موقعي في الإنترنت «إن تريد وآيوا إلكترونكس ماركتس». لم يكن من الممكن أن آخذ الأموال من أمي خلال المراهنة على تلك المواقع لأن ذلك كان سيتطلب منها أن تفهم المزادات وكيفية التعامل مع الموقع.

تبدو هذه المواقع وكأنها سوق للأسهم، يشتري الناس ويبيعون أسهما خاصة بإمكانية فوز المرشحين، وهناك أسهم تتعلق بالعديد من الأحداث العالمية الهامة. وتظهر فرص فوز المرشحين على ميزان يحمل ترقيما من 0 إلى 100، والرقم 100 يعني أن المرشح سيفوز في الانتخابات. وفي الوقت الحالي، نجد أن سهم أوباما يحظى بأفضلية، حيث حصل على 64 نقطة مقارنة لسهم جون ماكين 32.

والملاحظ أن أسواق التوقعات تتسم بالدقة إلى حد كبير، ففي اليوم الذي سبق الانتخابات الرئاسية لعام 2004، تنبأت سوق «إن تريد» بالفائز في كل ولاية، وفي عام 2006، كانت نتائج انتخابات مجلس الشيوخ موافقة للتوقعات.

بدأتُ تداول الأسهم السياسية قبل شهر بشيك تبلغ قيمته 500 دولار، حيث وجدت الخيارات المتاحة أمامي مقصورة على ما إذا كان الديمقراطيون أم الجمهوريون سيفوزون بالانتخابات الرئاسية. ويوجد في موقع «إن تريد» الكثير من المزادات، حيث يمكنك الرهان على ما إذا كان أسامة بن لادن سيتم «أسره أم تحييده» نهاية العام الحالي (البيع مقابل 13، يعني أن المستثمرين يعطون احتمالية حدوث بنسبة 13 في المائة). ويمكنك أن تضع نقودك في سهم ما إذا كان جيري يانغ سيستقيل من منصبه كرئيس تنفيذي لياهو في نهاية سبتمبر (أيلول) (احتمالية حدوث ذلك تقدر بـ30 في المائة)، أو ما إذا كان سيتم تمرير الحظر على زواج الشواذ (50 في المائة) أو من سيكون مضيف برنامج «لقاء مع الصحافة». ولكن توضع النقود الحقيقة في «إن تريد» في الانتخابات الرئاسية. وضعت بيثان ليلجيا، المديرة التنفيذية لموقع babyphotographer.com في بوسطن في البداية بعض المال في سهم فوز جون ماكين بترشيح الحزب الجمهوري. وقد جنت من ذلك عوائد تزيد 19 مرة، بلغ صافي الربح 250.000 دولار تقريبا.

وضعتُ 500 دولار في حسابي على «إن تريد» وبسرعة عرفت أن الكثير من الأشياء التي كنت أعتقد أنه سيكون من المثير أن أراهن عليها قد حسمت منذ وقت طويل. فاحتمالية سيطرة الديمقراطيين على البرلمان بلغت 94.9 في المائة، كما حصلوا على نسبة 93.6 في المائة لمجلس الشيوخ.

وضعت 200 دولار في سهم «خوض كلينتون الانتخابات مع أوباما على بطاقة واحدة» (16 في المائة)، وكنت أعتقد أن ذلك أكثر احتمالية مقارنة بالسيناتور عن فيرجينيا جيم يوب مع أوباما (19 في المائة).

وعلى عكس وول ستريت، فإن تلك الأسواق لا تغلق، فيمكنني تداول الأسهم في كل الأوقات، في الليل وفي العطلات الأسبوعية وأيام الإجازة. ويبدو الأمر مثل امتلاك فريق بيسبول وهمي: لم أعد اهتم بما هو الأفضل لبلدي، طالما أن لدي نقودا في تلك السوق. لا أعرف ما إذا كان حاكم فلوريدا تشارلي كريست سيكون مناسبا لمنصب نائب الرئيس عن الحزب الجمهوري، ولكني أعرف جيدا أنني سأكسب 800 دولار من وراء ذلك.

وحتى الآن، فقد عوضت خسارتي في سهم «كلينتون كنائب لأوباما» عن طريق المراهنة على أن أوباما سيفوز بالانتخابات وعلى أنه سيفوز بفلوريدا فقد ارتفع السهم إلى 38 مقارنة 28 عند الشراء. وأعتقد أنني كنت على وشك كسب الكثير من المراهنة على فوز آل فرانكن في سباق مجلس الشيوخ في مينيسوتا، ولكني قلت إن النزاهة الصحفية تحتم علي أن أبيع ذلك التنبؤ الأسبوع الجاري، بخسارة، لأنني كُلفت بالكتابة عنه.

ومن بين العديد من الأشياء التي قامرت عليها، كانت السياسة هي الميدان الأكثر متعة، لأنه ليس الهدف من كل تلك الرهانات هو كسب المال، ولكن هو أنت تشعر بأنك ذكي.

والآن، أعتقد أني أذكى من الشخص المتوسط بنسبة 28.60 دولار، وأكثر من ذلك أنني أذكى بمقدار 150 دولارا مقارنة بأمي.

* خدمة «لوس أنجليس تايمز»

ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»