هل اقتربت الحرب؟

TT

المتابع للصحافة الغربية يلحظ الافتتاحيات الداعية للتعقل لكل من إيران وإسرائيل وأميركا، وتطالب بعدم الهجوم العسكري على طهران. وإذا ما نظرنا إلى أسعار البترول المرتفعة، والتصريحات النارية من قبل الإيرانيين، على رغم تهدئة حليفيها حماس وحزب الله، فإنها كلها تبرر السؤال التالي: هل اقتربت الحرب؟

جميع المؤشرات تشي بذلك؛ فمن الواضح أن رد طهران على المقترحات التي قدمت لها من قبل الدول الكبرى لم تكن مشجعة بل يبدو أنها كانت محبطة، أو كما قيل إنها محبطة ولم ترد على شيء.

كما أن اليومين الماضيين شهدا تصعيدا جديدا، حيث أنهت القوات البحرية الأميركية والبريطانية مناورة عسكرية في وسط وجنوب الخليج العربي يوم أمس، وأعلن الأسطول الأميركي الخامس أن المناورة جزء من تدريبات متواصلة على حماية المنشآت النفطية في المنطقة من أي هجوم.

وسبق للإيرانيين أن هددوا بإغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي الذي يمر عبره حوالي 40% من النفط العالمي، وبالأمس صرح المتحدث باسم الأسطول الأميركي بأن «الأمر متعلق بحماية الاقتصاد الإقليمي والاقتصاد العالمي». وأمس أيضا أعلن الأميركيون أن حاملة الطائرات «يو إس إس ابراهام لنكولن» غادرت مياه الخليج وتوجهت إلى بحر العرب لدعم العمليات العسكرية في أفغانستان. هذه المناورات صاحبتها أيضا مناورات بحرية إيرانية يجريها الحرس الثوري الإيراني في الخليج لتحسين «القدرات القتالية لوحدات بالستية وبحرية». وإضافة إلى هذه المناورات فقد صدرت تصريحات إيرانية على مستويات مختلفة كلها تصب في خانة التصعيد والتهديد.

ولفهم ما يجري فلا بد من التوقف عند تصريح السفير الإيراني في لندن رسول موحديان والذي قال إن «مسألة تعليق تخصيب اليورانيوم أصبحت جزءا من الماضي، والغرب عبر إصراره على هذا المطلب غير الشرعي وغير المنطقي لا يقوم إلا بتضييع وقته». والوقت هو سر اللعبة.

فطهران تحاول شراء الوقت حتى خروج الرئيس بوش من البيت الأبيض، على أمل أن يأتي رئيس جديد غير متحمس لاتخاذ مواقف صارمة مع إيران، وهذه الرسالة وصلت لإيران عبر تصريحات ومواقف باراك أوباما الأخيرة.

لكن الوقت الذي تحاول إيران شراءه هو ما تحاول إسرائيل تحديدا تفاديه، حيث سبق لرئيس الموساد الإسرائيلي السابق أن صرح محذرا من امتلاك إيران السلاح النووي خلال عام، مذكرا بأن الوقت لمواجهة طهران «يضيق أكثر فأكثر».

في العالم العربي، ووسط الدوائر الضيقة لصنع القرار هناك قناعة بأن مواجهة عسكرية مع إيران باتت قادمة، وقريبة. ومن يراقب الاتفاقيات المبرمة في الخليج، والتغيرات في خارطة التحالفات وتنقية أجواء الخلافات في المنطقة، يستطيع أن يرى أن شيئا كبيرا جدا قادم.

وبعض صناع القرار، وعلى مستوى القادة في العالم العربي يحذرون من أمر قادم في شهري سبتمبر وأكتوبر، بينما الصحافة الغربية باتت تتحدث علنا عن فصل الخريف. وفي كل الأحوال فإن الأشهر المقبلة تحمل في طياتها الكثير.

[email protected]