أجندة نادي العم سام في الحزب الجمهوري

TT

من بين الكثير من الأنباء المظلمة عن المحافظين الأميركيين، هناك نقطة ضوء واحدة. فعلى مدى الخمسة أعوام الماضية، ظهرت مجموعة من الكتاب الشباب ذوي الاتجاهات اليمينية على الساحة.

جاء هؤلاء الكتاب في الوقت الذي وهنت فيه المحافظة الرسمية. وقد أصيب معظمهم بالفزع مما آل إليه حال الحزب الجمهوري بقيادة توم ديلاي، وبدوا نافرين من أسلوب آن كوتلر الإذاعي المسيء. ونتيجة لذلك، اقتنع معظمهم، وكان ذلك نادرا في الأجيال الأولى، أن هناك خطأ أساسيا في اليمين، وهو في حاجة إلى الإصلاح.

وبالإضافة إلى ذلك، معظم هؤلاء الكتاب لا يظهرون من خلال القنوات الرسمية للمؤسسات المحافظة أو المؤيدة للحريات. وعامة، فهم لم يتدربوا في برامج القيادات الشابة ولم يشاركوا فيها، وهي برامج مصممة لسد النقص في «الحركة». وبدلا من ذلك، استطاعوا التعبيرعن أنفسهم من خلال المدونات. فسمحت لهم التكنولوجيا الحديثة بإيجاد طريق جديد للعمل والتعبير عن آرائهم بدون رقابة من البالغين.

وكانت النتيجة هي أنهم مختلفين عن المعتاد ومن الصعب تصنيفهم. فقد نشأوا على قراءة كلاسيكيات محافظة، مثل بروك وهايك وسميث وسي إس لويس، ولكنهم الآن ينتشرون في جميع الاتجاهات الفكرية.

هناك العشرات من الكتاب الذين يمكن ذكرهم في هذه المجموعة، ولكن يجب أن أذكر من بينهم يوفال ليفين، ودانيال لارسون، وويل ويلكنسون، جوليان سانشيز، وجايمس بولوس، وميغان ماكرديل، ومات كونتينيتي، وراميش بونورو، على الرغم من أنه أكبر سنا.

أما روس دوتهات ومساعدي السابق ريهان سالام، فهما من أكثر الكتاب الواعدين. وقد أصدرا كتابا بعنوان «حزب جديد عظيم: كيف يمكن أن يكسب الحزب الجمهوري الطبقة العاملة ويحمي الحلم الأميركي».

هناك كتب أخرى متميزة عن كيف يعيد الحزب الجمهوري اكتشاف روحه (مثل كتاب «عد من جديد» تأليف ديفيد فروم)، ولكن إذا فكرنا في كتاب يوضع على مكتب كل موظف جمهوري، فسيكون كتاب «حزب جديد عظيم». يمكنك ألا تصدق مدحي في الكتاب بسبب صداقتي لمؤلفيه، ولكنه أفضل خارطة طريق لموقع الحزب الذي يجب أن يتجه إليه.

منذ عدة أعوام، صرح تيم باولينتي، حاكم مينيسوتا، أنه يجب أن يكون الحزب الجمهوري نادي العم سام، وليس نادي الدولة. وكان هذا التصريح هو الروح التي حملها كتاب «حزب جديد عظيم». ويقول كل من دوتهات وسالام إن الجمهوريين ذهبوا إلى الأغلبية بسبب دعم الناخبين الديمقراطيين التقليديين الذين انتخبوا ريغان، وإذا كان الحزب له مستقبل، فسيكون بفضل تفهم أحلام الطبقة الأميركية العاملة ومشاكلها.

وقد بدأ الكتاب بتناول وجهة نظر لست متأكدا من مدى سرعة الحزب الجمهوري في توجيه تركيزه إلى الطبقة العاملة وفي تبني هذه الرؤية التي تدعو إلى تحرك اجتماعي تدعمه الحكومة. ولكن حملة ماكين الانتخابية تحتاج إلى هذا حقا. فحتى الآن يبدو برنامج ماكين الانتخابي مثل مشروع قانون الانفاق المحتوي على كثير من البنود، فهو يحتوي على كثير من الأفكار الجيدة المتفرقة، بدون نظرة اجتماعية شاملة.

قد يمر الحزب الجمهوري بعدة هزائم قبل أن يتبنى أجندة نادي العم سام، ولكن في وقت ما سيحدث ذلك، ثقوا بي.

* خدمة «نيويورك تايمز»