إلا الصحة والحب!

TT

نحن في زمن نستخدم القوة لكي تحقق لنا الراحة.. فالناس ينامون بالقوة.. يتعاطى الإنسان المنومات ويتناول وجبة ثقيلة لكي يدوخ ويغمى عليه وينام.. أو يظل يعمل حتى يتعب، فإذا تعب لم يعد قادراً على مقاومة اليقظة فيسقط نائماً.. أو يظل جالساً أمام التليفزيون حتى توجعه عيناه، وحتى يتوجع العصب التائه الذي يربط بين العين والقلب.. وأمام وجع القلب ينام!

فإذا صحا من النوم فهو يتحمل اليقظة بالقوة أيضاً يحاول لعب رياضة.. أو يشرب قهوة ويشرب شاياً ثم قهوة ثم شاياً.. وقد يتعاطى المنبهات التي تصيبه بالصداع ووجع القلب وتسد نفسه عن الطعام وتمنعه من الاسترخاء عندما يعود إلى البيت فيعود إلى المهدئات.. حتى ينام!

فالنوم بالقوة واليقظة بالقوة!

وقد التفت العلماء إلى هذا العنف الذي يتخذه الإنسان مع إنسان وتكون أعصابه هي الضحية.. وقلبه ومخه ومعدته ومصارينه أيضاً!

فمنذ عشرات السنين أعلن العالم المصري الكبير د. أحمد زكي أن البهجة هي السعادة.. والسعادة هي مجموعة من العناصر معاً: راحة الأعصاب ونشاط المعدة، فمن غير راحة المعدة لا راحة للجسم كله.. فالمعدة هي مصنع الطعام.. والطعام هو طاقة الجسم كله.. وكما أن الرسول عليه السلام قال: المعدة بيت الداء.. فالمعدة هي مصدر الدواء أيضاً..

وللدكتور أحمد زكي عبارة شهيرة تقول: اضحك ترقص معدتك! أي إذا كانت الأعصاب هادئة والإنسان سعيداً، فإن المعدة تقوم بواجبها في تحقيق الانسجام العام في الجسم.. والانسجام العام هو السعادة!

والإنسان من الممكن أن يضحك وحده لنكتة.. ولكن إذا سمعها مع آخرين فإن انفجاره بالضحك يتضاعف.. وهناك شركات تروي النكت بالتليفون فيطلبها الإنسان ويسمع نكتة تجعله يضحك قبل النوم.. ولكن الضحك الجماعي هو العلاج المؤكد وجلسات الضحك الجماعي ليست طويلة وإنما ربع ساعة وأحياناً نصف ساعة!

والأطباء الأمريكان ينصحون كل الناس بأن يكثروا من الضحك الجماعي.. فهو أعظم دواء ـ بلا دواء كيميائي، وأن الإنسان يجب أن يتردد كثيراً في الوقوع في مصيدة الغم والقرف.. وأن يسارع بالانتقال من جماعة إلى جماعة.. وألا يتغيب يوماً واحداً عن حضور الجلسات الطريفة وندوات الفرفشة فكل شيء يمكن شراؤه بالمال إلا الصحة والحب!