ساعدني يا رب أن أفهمك!

TT

هذه وجهة نظري: بدلا من أن تشتري ثلاجة أو غسالة أو حتى سيارة أرجوك أن تشتري تلسكوبا أو منظارا مكبرا تصوبه إلى السماء، وابحث عن الذي يفتح عينيك على عظمة الله فوق فوق. كيف؟ اذهب إلى مكان سحيق في الصحراء وضع التلسكوب فوق سيارتك أو أمامها.. وانظر إلى أروع وأبدع ما خلق الله.. وتأمل وتمهل واصبر. وابحث دائماً عن الذي يعلمك كيف تنظر، ثم كيف ترى، ثم كيف يكون لك رأي ورؤية. أما الرأي فقد قاله الله أما الرؤية فهي قراءتك لكلام الله: كلمات عددها مليون مليون مليون مليون شيء يلمع ويلهث ويبهر ويخطف العين والعقل بعيداً هناك وفوق وحيث لا ندري أين ولا كيف ولا لماذا وإلى متى؟

صدقني فقد سبقتك وجربت وتمتعت وتحيرت وتضاءلت أمام جلال الله. ولكن لست أنت ولا أنا ضئيلين جداً. وإنما نحن صغار ضعاف ولكن عقولنا أكبر وأعظم وهي التي دفعتنا إلى فوق وجعلتنا نقول: سبحانك ما خلقت هذا باطلا. وتطلب من الله أن يساعدك على فهم العظمة الكونية والأبهة الضوئية والنارية وكلها في فلك يسبحون. كل شيء في الكون يدور حول شيء آخر. لماذا؟ كيف؟ ومنذ متى؟ أرجو أن تؤجل هذه الأسئلة وتمتع بما ترى!

أراهنك: لن تجد رغبة في الأكل ولا الشرب ولا النوم. ولن تشعر بالزمان والمكان. لماذا؟ لأنك قد صرت جزءاً نابضاً من وجود شامل لا ينبض وإنما يتلألأ ويتألق.. ولا بد من أحد يمسك أصابعك ورموش عينيك ويديك على معاني هذه اللوحة.. هذه الصفحة التي كتبها الله من ألوف ملايين السنين لتبقى ألوف ملايين السنين لماذا؟ لا نعرف. إلى متى؟ لا نعرف. ما الحكمة لا نعرف؟ ولكن سوف نعرف القليل من الكثير وسوف نهنئ أنفسنا على ما عرفنا. وهو قليل ولكننا لن نحصل على هذا القليل إلا بالبحث الكثير.

ونظرت كما اعتدت كثيرا وطويلا ووجدتني أقول: اللهم ساعدني على أن أدرك بعض حكمتك.. ساعدني واشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل العقدة من لساني، فإنني أحبك وأحني رأسي وعقلي وكياني لعظمتك سبحانك!