أنا مخرف وأنت أيضاً!

TT

لا تخف ولا تنزعج ولا يهمك ما يقال عنك سراً وعلناً أنك مخرف لأنك تتحدث عن الجن والعفاريت والشياطين والأشباح والأرواح فقد جاءت في كل الكتب القديمة المقدسة. والقرآن الكريم نفسه فيه سورة اسمها سورة الجن. وفيها حكايات ومواعظ عن هذه الكائنات التي لا نراها ولا يزال يراها كثيرون ولأنها مخيفة فالكلام عنها مضطرب. اسألني أنا: هل رأيت الأشباح؟ فأقول: نعم تماماً كما أرى الكلمات تخرج مني على الورق. هل قلت شيئاً عندما رأيتها؟ لم أقل. ولم أجد ما أقول لهذه الصدمة المفاجئة. ثم إنها أسرع من الكلمات. ولا جدوى من الكلمات. هل رأيت أشباح موتانا؟ وجوابي نعم ولا نزال نراها؟ وأقول بكل قواي العقلية نهارا وليلا نعم وألف نعم. وتسألني: لماذا؟ لا أجد جواباً. ولماذا أنت؟ لا جواب عندي.

وهناك من يستحضر الأرواح وجوابي نعم. هل رأيت؟ وجوابي: نعم وكيف؟ ليس عندي جواب. ولماذا يهتز ويرتجف ويرتعد ويموت خوفاً كل الذين يفعلون ذلك. وجوابي أن هذا يحدث لمن يعملون في الأسلاك الكهربية ويتعرضون للشحنات العالية والطاقة التي لا تطاق.

وهل استطاع أحد أن يصور هذه الأشباح والأرواح؟ والجواب نعم كيف؟ لا أدري أهي قدراتهم الفذة على التلقي أهي كاميراتهم الحساسة. أو هما الاثنان معاً؟ الجواب: نعم.

هل هي خرافة أو تخريف؟ الجواب: كأنها كذلك لأننا لسنا قادرين على الإمساك بها بأدواتنا أي بأطرافنا الصناعية أي بالكاميرات أو أجهزة التسجيل الصوتي فائقة الحساسية. هل تقدمنا؟ لم نتقدم لأننا لا نملك الضبط والربط وحصرها في أدواتنا القياسية للأشياء والحرارة والطاقة. ليس بعد وسوف يجيء وقت. تماماً كما رصدنا الحرارة والطاقة وقوة الانفجار التي حدثت للكون من 14 ألف سنة ضوئية.

ولا أضيق بما يقال فالناس لا يعلمون.. وأرى أن كل أصبع في يد تشير ناحيتي بأنني مخرف. فإن بقية الأصابع تشير إليه هو أيضاً. فذلك الجاهل الذي لا يعرف ويدفعه الغرور لأن يتهم الآخرين كأنه هو الذي يعرف أكثر!