أنتم أرخص من الجائزة!

TT

يبدو أن لا حدود لانحدار مستوى التلفيق عند مريدي حزب الله ومن خلفه. فهذا هو الملاحظ في معركة الأفكار مع من يقودون حملة تضليل الرأي العام العربي. آخر هذه التقليعات خبر ملفق من الألف إلى الياء، بهدف تخويني والأستاذ عبد الرحمن الراشد.

جاء الخبر الملفق على مدونة تدعى (فيلكا إسرائيل)، وهي مصدر بارز من مصادر قناة المنار الخاصة بحزب الله وحسن نصر الله، خصوصا لكيل التهم لخصوم الحزب الإيراني، من عمالة لإسرائيل وخلافه. فمن هذه المدونة تم تلفيق الأخبار ضد السعودية والأردن وسعد الحريري، وفؤاد السنيورة، ووليد جنبلاط، ومروان حمادة، وكثر من الصحافيين اللبنانيين المحترمين.

وهي مصدر للأخبار لكثير من المواقع الفارسية، ونقلت عنه عبر المنار صحيفة كيهان. وعلى خطاهم تسير بعض المواقع السورية. وغالبا ما يتم وصف المدونة بالموقع الإخباري، وهذا غير صحيح، فهي دفتر يوميات شخصية، متاح للجميع، لا موقع إخباري.

يقول الخبر الملفق، في مدونة مصادر المواقع الإيرانية، وحزب الله، إن «اللجنة الخاصة بمنح جائزة صديق شعب إسرائيل والتي تمنح لشخصية ساهمت بأعمالها العامة في دعم حق الشعب اليهودي في دولة على أرض الأجداد قد اختارت كلا من طارق الحميد مناصفة مع عبد الرحمن الراشد، وكلا الرجلين سيحصلان على نصف مليون دولار أميركي وهي قيمة نصف الجائزة».

فعدا عن الكذب الرخيص، فإن الخبر يسير في تفاصيل كل منها يناقض ما قبله، فبعد اتهامي بالعمالة «للسعودية» تقول المدونة إنني مصري الجنسية. والصحيح انني سعودي، وابن مزارعين أيضا، وكنت سأفخر بالجنسية المصرية، وغيرها من الجنسيات العربية، لكنني لن أكون أبدا من العرب «التابعين» لإيران.

طرائف الخبر الملفق لا تنتهي، حيث زوجوا الزميل عبد الرحمن الراشد، وهو من شيوخ العزاب، حين قالوا إنه يقضي إجازته في إسرائيل مع عائلته. هاتفت الراشد ضاحكا أهنئه على الزواج، وأسأل متندرا عن الطقس في إسرائيل، فقال وهو غارق بالضحك «متزوج؟ هذا يثبت لك أنها كذبة كبرى.. وأنا طال عمرك في منطقة ضد الطبيعة حيث يجتمع فيها الغبار والرطوبة!».

للأسف الشديد تعودت على الردود المعلنة، وغير المعلنة، التي ترد بعد كل موضوع يكشف زيف التضليل الإيراني بالمنطقة. وبات ملاحظا الهجوم المنتظم في المواقع الإيرانية على الصحيفة، وبعض كتابها، ومحاولة تصويرنا بأننا طائفيون، لأننا كشفنا طائفيتهم الحقيقية، ثم انهم يتناسون اننا من تصدى للتطرف السني، أنظمة وتنظيمات. وأقرب مثال على ذلك، اننا تصدينا لتنظيم القاعدة، ورموزه ومريديه، ونلنا ما نلنا من الهجوم والتشهير والتهديد، وقناعتي أن حزب الله هو الوجه القاعدي للشيعة.

 لكن من المهم تسجيل ملاحظة هنا وهي أن زميلنا المختص بالقسم التقني في الصحيفة قد وجد أن صورتي المنشورة برفقة الخبر الملفق في مدونة الأكاذيب قد أخذت من موقع صحيفتنا عبر «شركة إعلامية» في إيران! رجاء لا تتفاجأوا، فهم أرخص من الجائزة!

[email protected]