آه لو رأيت!

TT

أنا عندي فوازير.. ألف فزورة.. مليون.. تصلح لشهر رمضان وهي أنني لا أفهم تماماً هذا الذي أنظر إليه.. سواء كنت أنظر في داخلي أو خارجي.. أنظر إلى السماء إلى تراب الأرض وما تحت الأرض.. ولو كان الأمر بيدي لعرضت على الناس فيلماً مدته ساعة عن صورة قطرة ماء تحت الميكروسكوب الذي يكبرها مائة ألف مرة.. آه لو حدث لرأيت قطرة الماء هذه مثل ميدان السادات.. حركة.. وسيارات ودبابات وطاقات تنطلق أبيض وأحمر وأزرق وحيوانات لها قرون وحيوانات لها ذيول وكلها تتداخل وتتآكل وتتكاثر.. لا تنس أنني أتحدث عن قطرة ماء..

آه لو رأيت فيلماً آخر مدته ساعة كيف تنقسم قطرة الماء إلى ألف مليون جزء.. الرقم السابق صحيح وأنا أقصده.. آه لو رأيت الأشعة التي يحطمون بها قطرة الماء وكيف يتم التحطيم وكيف يتم تطاير الأجزاء التي يصل طولها وعرضها إلى واحد على ألف مليون من المليمتر!! هل هذا معقول؟ نعم معقول فما المعنى؟ ما الحكمة وما حكمتك يا رب؟.. ما الذي يجعل جزءاً على ألف مليون من قطرة ماء ما زال قوياً وما يزال قادراً على أن تكون له حياة وأن ينقل الحياة وأن يحتفظ بها.. آه لو وضعت أصبعك تحت هذا الميكروسكوب.. بلاش أصبعك رمش عينك.. أحد رموش عينك تحت هذا الميكروسكوب لرأيت عجباً لرأيت أن الرمش الواحد تعيش عليه ألوف البكتريا.. ولو مسحتها بأصبعك لماتت ألوف البكتريا وفي لحظات تنمو ألوف تتحرك.. إن جسم الإنسان مغطى بعدد من البكتريا أكثر من سكان الكرة الأرضية. هذا إذا كنت قد خرجت من الحمام مباشرة أما في ساعات العمل والإرهاق والعرق فإن عدد البكتريا على كل جسمك يتضاعف.. إن الواحدة تصبح مليوناً في ست ساعات.. هل ترى كم من الكائنات تعيش عليك؟

آه لو رأيت صورة لجسمك تحت الأشعة الحمراء أو تحت الأشعة فوق البنفسجية لوجدت طوفاناً من الحرارة تخرج من جسمك.. نافورات من الإشعاع الضوئي والحراري أنت لا تراها.. ولا ترى الفيضانات حولك من كل الأجسام.. وكذلك ما لا نهاية له من الموجات الصوتية.. من كل شيء حولك.. فأنت غارق في أضواء وضوضاء وكائنات حية صغيرة كلها تدور بك وحولك.. فأنت مستهدف من كل شيء حولك في الأرض والسماء كيف هذه الحياة؟ كيف هذا الإنسان وسط ما لا نهاية له من الأشياء والأحياء والموت والحياة كيف لا يزال حياً والموت يحف به من كل مكان وفي كل زمان.. ثم إنه ليس أقوى الأحياء فليس قادراً كالبكتريا على أن يتكاثر ولكن أذكى وأقدر وأعظم رغم أنه الأقلية الضعيفة في عالمه وفي هذا الكون؟!