عقيدة أوباما ترتكز على الإصلاح

TT

يحاول باراك أوباما وضع نهاية للحروب المرتبطة بالثقافة والدين، ويعد ذلك شيئا جيدا بالنسبة له، ولكن لن يتركه مناوئوه، وبعض من أصدقائه، يفعل ذلك.

كانت معركته الأخيرة مرتبطة بموضوع أحبه وهو العمل على الوصول إلى وسائل دستورية لبناء شراكات بين الحكومة والمؤسسات الخيرية والتي تقوم بعمل مهم للفقراء والمهمشين.

والخطوط العريضة التي عرضها أوباما يوم الثلاثاء تشير إلى أنه يريد أن يتعلم من إخفاقات الرئيس بوش في هذا المجال، بدلا من رفض الفكرة لمجرد أن اسم بوش مرتبط بها. ويحسب لأوباما أنه اعترف بصعوبة الوصول إلى التوازن المطلوب بين تجنب انخراط الحكومة بشكل كبير في الدين من ناحية واحترام هوية الجمعيات الخيرية الدينية من ناحية أخرى. قال أوباما في مقابلة معه: «بعض هذه الأمور صعب»، مشيرا إلى أنه لم يصل إلى قرار بشأن كل منها. والحقيقة، أن ثمة تعاونا بين الحكومة والمجموعات الدينية منذ مدة طويلة في بعض القضايا الاجتماعية التي لا تمثل تهديدا للحرية الدينية. فيجب أن يتمكن الطلاب من الحصول على القروض الحكومية سواء كانوا يدرسون في جامعة ولاية كاليفورنيا أو نوتردام أو يشيفا. كما تستفيد المستشفيات الدينية بالرعاية الصحية والمساعدات المالية المخصصة.

يقول أوباما: «خلال فترة حكم بوش، كان يتم تحويل موارد بعض البرامج لبرامج أخرى دون أن تكون هناك معايير واضحة لعملية تحويل الدعم»، مشيرا إلى أهمية استخدام المؤسسات الكبيرة مثل شبكة الجمعيات الخيرية الكاثوليكية «لتدريب المنظمات الأصغر التي تقوم بعمل جيد» على كيفية تقديم الطلبات من أجل الحصول على التمويل الحكومي.

ثمة سمة شكلية لبعض التغيرات التي يقترحها أوباما، والتي من بينها رغبته في إعادة تسمية المكتب ليصبح «مجلس شركات الجوار والشركات القائمة على العقيدة». ومع ذلك، فإن استخدامه لكلمة «شراكات» يدل على أنه يسير في الاتجاه الصحيح عن طريق التأكيد على أن دعم المؤسسات الدينية لا يعطي المبرر للحكومة لتتخلي عن مسؤوليتها. واجهت جهود بوش معركة ليبرالية محافظة في ما يتعلق بتعزيز التمييز بين البرامج الخيرية، خاصة في ما يتعلق بقضية النوع. ولذا، فمن المحتمل أن يحافظ أوباما على الإعفاء الديني من قوانين الحقوق المدنية الفيدرالية بالنسبة للمجمعات الكنسية، ولكنه سيطبقه على بعض البرامج التي تقبل الدعم المادي من الحكومة الفيدرالية. ولا يوجد قانون فيدرالي ضد التمييز على أساس النوع، ولكن هناك بعض القوانين المحلية، ويقول أوباما أن المؤسسات الدينية التي تحصل على الدعم من الحكومة الفيدرالية سيكون عليها الالتزام بهذه القوانين. ويضيف: «أدرك أن ذلك سيكون قضية حساسية في بعض الظروف». ويُنظر إلى كل التحركات خلال الحملات الانتخابية من منظور سياسي، ولذا فإن خطة أوباما يُنظر إليها على أنها محاولة لجذب أصوات الناخبين المتدينين، حيث يؤكد أوباما أن لديه تاريخا طويلا في مجال المؤسسات الدينية، وهذا شيء صحيح.

يقول أوباما: «أعتقد أن هناك انفتاحا أكبر بين قادة الكنيسة الإنجيلية لبدء مناقشات مع الديمقراطيين وسماع آرائهم».

نعم، التوصل إلى سلام في ما يتعلق بالحرب الثقافية سيكون في صالح أوباما، ولكن هل يجعل ذلك وضع نهاية للحرب الثقافية شيئا سيئا؟

* خدمة «واشنطن بوست»

خاص بـ«الشرق الأوسط»