بين إيران ومصر: طلاق وزعامة وشارع وفيلم!

TT

منذ فشل المصاهرة الشهيرة بين الأسرتين المالكتين السابقتين في مصر وإيران، والعلاقة بين البلدين مسكونة بالتوتر، فقد تزوج شاه إيران محمد رضا بهلوي في عام 1939 من الأميرة المصرية فوزية، ابنة الملك فؤاد الأول، ملك مصر السابق، وشقيقة الملك فاروق، وقد انتهى الزواج بالطلاق في عام 1945، وتسبب ذلك حينها في أزمة بين البلدين، وحينما تأسست الجمهورية في مصر في الخمسينات من القرن الماضي اتسمت علاقات عبد الناصر بشاه إيران بالتباين والتنافر، ولم تتحسن العلاقة بين البلدين إلا في عهد الرئيس محمد أنور السادات، ليعود التوتر بين البلدين من جديد بعد أن أطاح الخميني بالشاه عام 1979 ثم احتضان مصر للشاه حينما ضاقت به الدنيا.. ولم تغفر إيران الخميني للسادات أن يجد الشاه قبرا له في مصر، فبادرت بإطلاق اسم خالد الإسلامبولي ـ قاتل السادات ـ على أحد شوارع طهران، وظل ذلك الشارع إلى جانب صراع الزعامة في المنطقة يعوق تحسين العلاقة بين البلدين.

ويأتي الفيلم الإيراني «إعدام الفرعون» الذي ينعت السادات بالخيانة، ويمجد قتلته، ليصب المزيد من الزيت على النار التي لم تكن خامدة أصلا بين البلدين، فمصر لم تتقبل الزعم الإيراني بأن الفيلم لا يمثل موقف إيران الرسمي، ولذا لم يكن الاعتراض على الفيلم مقتصرا على أسرة الرئيس السادات، وإنما امتد إلى الموقف الرسمي، حيث طالب مجلس الشورى المصري وزارة خارجيته بمواصلة تحركاتها ضد هذا الفيلم الذي اعتبره المجلس مسيئا للشعب المصري ورموزه.

ويبدو أن بعض الجهات في مصر تؤثر أن لا تشغل نفسها بالاعتراض على الفيلم الإيراني «موت الفرعون»، وإنما بمواجهة الفيلم بفيلم مقابل، تحت شعار: «البادي أظلم»؛ فثمة تحرك مصري اليوم لإنتاج فيلم بعنوان: «الخميني إمام الدم»، يصف كاتبه محمد حسن الألفي الخميني بالتطرف والتحريض على الإرهاب..

حرب الأفلام بين مصر وإيران إذا ما اندلعت فإنها تضيف إلى التوترات التقليدية بين البلدين أسلحة جديدة أكثر إيلاما، وأشد فتكا بالرموز والأفكار، وفي يد إيران اليوم إنهاء هذه الحرب بالاستجابة لمطلب مصر بوقف الفيلم، فإيران ليست في حاجة إلى المزيد من الخصومات.

[email protected]