الوحدة العربية كمشروع قومي ليس ضرورة تاريخية

TT

في أي عصر يعيش العرب اليوم؟ لا بد انه خطر ببالك مثل هذا السؤال او تبادر الى ذهنك وانت تقرأ الآخر ومنجزه الحضاري الفذ، واعتقد ان الاجابة عن هذا السؤال ستنطلق بشكل مباشر وبعفوية متناهية، وحينما تتمثل السيرورة الحضارية الاوربية في سياقها التاريخي/ الزمني والتي اتفق على تحقيبها بعصور شهيرة، كالمد الحضاري والانحطاط والنهضة والانوار وما بعد الحداثة، وبتلقائية عجيبة تتخير العصر المناسب للعرب وتسقطه على سيرورتهم التاريخية/الزمنية دون ادنى نقاش او تفكير.

السؤال الذي لا يمكن تجاوزه هنا هو هل هذا التمثل العفوي والمسلم به مجرد استلاب ذهني لا يخرج عن كونه شديد اعجاب بالغرب وتحولاته الحضارية، وبالتالي تقليد المغلوب للغالب، ام هو شيء اكثر من هذا وذاك؟ هذا التمرحل والتشابه الدقيق بين الحضارتين والملاحظ والمستقرأ في البحوث العلمية والدراسات الاستشراقية هل هو ايضا مجرد اعجاب فقط، وتقليد إمعي كما اسلفنا القول ويقولون؟ لا اعتقد ذلك فمهما حاولنا ان نقلل من اهميته سنجده حاضرا وبشكل مدهش كلما استعرضنا هاتين السيرورتين وبالطبع مع فارق السبق الزمني عصرا بعصر وقرنا بقرن. يا الهي هل هو مجرد صدفة تاريخية ام هو اتفاق لا قاعدة له ام توقيت زمني رسمته لنا ولهم الاقدار، الله اعلم. وما دام ماضيهم وحركاتهم الاصلاحية تعكس واقعنا التاريخي اليوم وبكل دقة، فمن البلادة حقا ان لم نستوعب تجربتهم الحضارية ليتسنى لنا حرق بعض مراحلها وتجنيب شعوبنا عذاباتها الاليمة واخطائها التاريخية التي ارتكبت ابان التحولات الحضارية تلك، وما علينا الا التركيز بكل موضوعية على السمات الاكثر شبها للحالة التاريخية والسياسية والاجتماعية والفكرية بين الحضارتين وفي كل العصور وحتى التشكل النهائي لدولهم الحديثة اليوم لكي نستطيع الخروج من مأزقنا الحضاري وظروف اللحظة.

نعود لسؤالنا الرئيس، والتداعيات لا تنتهي، ولكي نحاول الاجابة لن نستخدم تلك المفاهيم والتحقيب التقليدي لتلك العصور وانما سنتجاوزها ونقطع معها ونوظف مفاهيم عصرنا وزماننا ونقول انهم يعيشون عصر غمرة المكاشفة والشفافية والمصارحة وعصر المحاسبة والاسئلة الصعبة والمحرقة، وكلها كما تلاحظون مفاهيم عولمية اجتاحتنا عنوة وغصبا عنا، ولم نستجلبها، ولم نحتف بها بالطبع، ولكنها على كل حال حضرت وهي عازمة على حط الرحال ضيفا ثقيلا على قلوب المستبدين والطغاة، ولن تغادرنا حتى تبرم معنا عقدا اجتماعيا جديدا تؤسس عليه عقلانيتنا الغائبة ومجتمعنا المدني المأمول وتكرس مرجعية الدولة الوطنية او حسب التعريف القومي (الدولة القطرية)، ودولة القانون والمصلحة العامة، بعيدا عن الخطاب القومي ومشروعه الوحدوي القسري وكوابيسه الدوغوماتية الهالكة، اذاً وما دام العصر عصر المكاشفة والاسئلة الصعبة كما يسمى ويقترح، فإليكم هذه الرؤية الشخصية او لنقل وجهة النظر الصريحة جدا والقاسية والمؤلمة جدا والتي لا يمكن التصريح بها والاعلان عنها والدعوة اليها قبل عقد من الزمن اما خوفا من تلك التهم الشنيعة الجاهزة التي يطفح بها خطابنا القومي العربي حينذاك او مزايدة وتكسبا واستغلالا رخيصا لعواطف الشعوب العربية، او تحقيقا لأمجاد شخصية على حساب الدولة الوطنية، فالمتتبع للشأن العربي حديثه ومعاصره سيلاحظ ان الازمات والهزات والانكسارات التي منيت بها الشعوب العربية استطاعت بالفعل زحزحة شيء من القناعات التي ترسخت بالمخيال الجمعي العربي وعبر اجياله المعاصرة، والتي شكلت لديه (تابوهات) عاش البعض ولسنين طويلة حراسا اوفياء مقتنعين بسمو هدفها وشرف تحقيقها راسخة في اذهانهم، متحفزين للدفاع عنها حتى اصبحت شأنا مقدسا متعاليا لا يجوز اخضاعه للمناقشة او السؤال، لبداهته عندهم وضرورته التاريخية للأمة، ومن هذه التابوهات التي تزحزحت قداستها وهزت مصداقيتها (ضرورة الوحدة العربية)، فالوحدة العربية من القضايا الكبرى التي افرزها خطاب القومية العربية، بل هي اخطر القضايا التي شغلت الفكر العربي المعاصر ولعقود عديدة، وعليه وجدت نفسي متجها لكشف زيف وغوغائية تلك القضية التي استقطبت وما زالت تستقطب تجليات الفكر العربي التي اعتقد انها خلف كل الفعاليات النظرية والعملية التي ساهمت في عملية تخلفنا عن بقية شعوب العالم، وبلا شك ما زال وعينا الحالي محكوما بوعي ذلك الخطاب المتخلف، وعليه نحن بحاجة ماسة الى تفكيك اسس مناهج تفكيرنا وفضح عيوب وتصورات منهجيتنا النظرية حول تلك القضية المستحيلة، بل وقبل ذلك المزيفة والملفقة ان لم اقل المؤامرة، ومن تلك التصورات الاكثر بدائية والتي اصبحت من اضابير الماضي التي يصر عليها ويتحدث عنها ذلك الخطاب، الدعوة الى الالتفاف حول النقاء العرقي للعرب اسوة بالنازية والفاشية والصهيونية، ولا ابالغ اذا قلت ان هذا المشروع الذي يؤسسه خطاب القومية العربية هو المرجع والشرعية لكل مستبد وطاغية وطامع بالسلطة، وهو المبرر الوحيد لارتكاب ابشع الجرائم بحق اخواننا او من نسميهم بالاقليات والذين يقاسموننا الوطن والتاريخ (هولوكوست كردستان العراق مثال) جرائم ومهازل ارتكبت بحق شعوبنا وضياع غير مسبوق لمقدرات الأمة الهائلة وتفويت غبي للفرص تلو الفرص لنهوض اقطارنا وتقدمها.

فكم من مشروع نهضوي وطني (قطري) اجهض، وكم من انسان عربي هلك وكم من ارض اغتصبت وكم من حرية اهدرت وكم من جاهل مستبد طغى واجتاح ونكل بشعبه وشعوب الجوار واشعل حروبا لا معنى لها بحجة تحقيق تلك الوحدة المرفوضة، باختصار شديد وأسى وفجيعة نقول كم من جريمة اقترفت باسمك ايتها الوحدة الرخيصة. اذهلني حقا هذا الخطاب الديماغوجي وشموليته الهائلة وقدرته الفظيعة على غسل ادمغة الشعوب وبروح لا تكل ولا تمل وبشكل اغفل او استغفل العقل العربي حينما اصر على التلفيق والتزييف وحاول الغاء تلك الحقائق الصارخة وطمس تلك الفروقات الجذرية بين الشعوب العربية والا كيف اقنعنا ان هناك شيئا يجمع بين المواطن اللبناني ذي التوجهات الاوربية والمواطن اليمني الذي ما زال يتكلم لغة حمير ويتعامل مع القبيلة وبشكل مباشر وبعيدا عن مؤسساته المدنية. اجبني بالله عليك ولا تتوان ما هي السمات والملامح المشتركة بين الشعوب الخليجية في اقصى الشرق وشعوب المغرب العربي في اقصى الغرب، زيا وطباعا وعادات وتقاليد ولغة محكية، وعلى أي ارض تلتقي شعوب الشام والعراق في قارة آسيا وشعوب الصومال والسودان في الشرق الافريقي، وهو الاختلاف كله والتنافر عينه والتلفيق ذاته، اما مصر فهي عالم قائم بذاته لا نظير له بين اوطاننا (القطرية).

لم نتوقف ولم نتساءل ما المشكلة، خمسون عاما والمرجل يغلي بتلك الطبخة المتنافرة المقادير فلا هي تفاعلت وتمازجت ونضجت ولا هي شاطت وفسدت واحترقت. عذاب مقيم وشقاء مستمر خلفته لنا ظروف سياسية لم نشارك في صنعها، انسحبت شرورها وتبعاتها على عصرنا وجيلنا، بلا ذنب اقترفناه وانما تركة ثقيلة ورثناها عن مخلفات المد اليساري الذي طبع مشروع القومية العربية بآيديولوجيا الرفض والعنف والفوضى ومعاداة الآخر والاحتراب البيني، الذي لا طائل منه، وهو وعي بالذات متخلف ومفهوم قد انقرض وانحسر واصبح من مخلفات الماضي. صحيح ان العقل العربي وليد افرازات عصر انحطاطه، ولكن المد اليساري فاقم المشكلة ليس بتفويته على الشعوب فرصة تقدمها خلال عهد نهضتها وتنويرها فحسب، بل وبتوريطها بهذا المشروع المستحيل حينما هيأ المناخ الثقافي والشعبي في عالمنا العربي وفي جميع وسائله الاعلامية واجج هذا الشعور العاطفي وروج له وجعله في حدود الممكن والمفكر فيه، ولكن العبرة في الخواتيم كما يقولون فقد افشلت ارادة الشعوب هذا التلفيق ورفضته وهي اليد الخفية التي انجزت اكثر الاخفاقات التاريخية في مسيرة هذا المشروع المفروض والمرفوض، فالبعض منا ضحايا لذلك الخطاب وشعاراته الديماغوجوية وتزويره الفاضح للتاريخ، فلطالما عزفنا على مقولة اننا شعب واحد مقسمون ومفرقون في الزمان والمكان، هذا ليس صحيحا على الاطلاق ومن حاول ان يتكئ على الاستعمار ويلقي باللائمة على اتفاقية (سايكس بيكو) وانها جزأت العالم العربي بهذه الصورة التي نراها اليوم، فهو مخطئ، واحسبها مغالطة تاريخية وجغرافية شنعاء، فالدولة الوطنية (القطرية) الحالية بحدودها الواقعية وجدت منذ عهود بعيدة جدا، فمصر على سبيل المثال بحدودها الحالية تقريبا وجدت منذ فجر التاريخ كأرض وشعب وحضارة، ولا يمكن لكائن من كان ان يقول عكس هذا، وما ينطبق على مصر ينطبق على ارض العراق والشام كذلك وبحدودها الحالية، حيث شهدتا اعظم الحضارات في التاريخ، وضمن تلك الحدود الدقيقة اليوم، اما دول المغرب العربي فلم تلتق بدول المشرق العربي الا وقت الفتح الاسلامي وهو وقت قصير جدا، وبعد ذلك تشكلت على ارضه دويلات منفصلة وبعيدة عن المركز تحكم نفسها بنفسها او بتبعية لدولة مجاورة وايضا محتفظة بحدودها الحالية تقريبا، وبقية الدول العربية كالخليجية وجدت قبل اتفاقية (سايكس بيكو) بقرون طويلة.

وماذا بعد هذا، هل بقي شيء لم نورده ونستشهد به على بطلان هذا المشروع الازمة والورطة التاريخية. ادعوكم بكل صدق وموضوعية وبعقل وقلب مفتوح وبعيدا عن العواطف والتعصب ان تتأملوا شعوب العالم العربي بعمومه وهمومه، تمايز شعوبه وطبيعة ارضه، تباين عاداته وتقاليده، وتعدد اعراقه وطوائفه، اختلاف مذاهبه الدينية وانظمته السياسية، لاحظوا اشكاليات البعض واولويات الآخر، تمعنوا بواقع كل بلد عربي على حدة، تاريخه الحديث والمعاصر، انه استقلال وانفصال تام.

واستدرك لأقطع الطريق على من يريد ان يزايد من باب آخر ونقول له ان الدين لم يجعل اللغة العربية ركنا من اركانه الخمسة ولم يعطها أي درجة من درجات الوجوب او الاستحباب او حتى الندب على تعلمها، وهناك حجة معاصرة تدفع من يقول بضرورتها للدفاع عن الدين ونشره، نقول بأن هناك دولتين اسلاميتين وغير عربيتين تؤدلجان الاسلام بل وترفعان شعاره وضرورة نشره وتصديره بالقوة، هما ايران ودولة افغانستان، وكلتا الدولتين لا تنطقان بالعربية ومتعصبتان للغتيهما، اذاً وما دامت اللغة العربية ليست شرطا دينيا، وهو من باب اولى فبالتأكيد ليست ضرورة تاريخية كما يدعيها البعض، وبالتالي لا يحق لذلك الخطاب ادلجتها وجعلها هوية مشتركة ولكافة الشعوب، والعمل على الغاء المختلف، ومصادرة الآخر في ممارسة حقه في تعاطيه لغته وثقافته على ارضه ووطنه، ويجب الا يغيب عن بالنا ان نصف الكرة الارضية تتكلم لغة واحدة وهي الانجليزية وتكاد تكون هي اللغة الرسمية لمعظم اقطار العالم ولم يفكر مهووس منهم ان يفرضها عليهم كهوية يحملونها بخلاف جنسية اوطانهم التي ينتمون اليها، واعرف اني لا اقول جديدا حينما اقول ان اللغة ليست شيئا متعاليا وقد اثبت ذلك علماء المسلمين انفسهم قبل قرون وانها اتفاقية وليست توقيفية منزلة من المفارق، وهذا ما اثبتته الدراسات الانسانية وعلم اللسانيات بشكل خاص، حيث اثبتت ايضا انه لا توجد لغة افضل من لغة، فلغة القبائل المتوحشة في الادغال لا تقل تركيبا وصرفا ونحوا عن أي لغة حديثة ومتطورة، واليوم لا يمكن ان تكون اللغة شرطا للوحدة او التكتلات الاقليمية والقارية وانما هناك شروط اكثر قوة وواقعية وثباتا وهي لغة المنافع والمصالح المشتركة فهي لغة العصر التي يجب ان يتعاطاها العرب اليوم بعيدا عن لغة العواطف ووحدة التخلف والفقر. اشعر بأنكم بدأتم تضيقون بهذا الطرح الصريح وغير المألوف ولستم بحاجة لمن يذكركم بأننا نعيش عصر الصراحة والاسئلة الصعبة فما عليكم الا المواصلة والصبر الجميل، وايضا لا يمنع ان استدرك مرة اخرى لأقطع الطريق على مزايد آخر ومؤدلج الى العظم، نتمنى ان يفرق بين شيء نعتز به مودع في غرائزنا متغلغل في وجداننا حال في ارواحنا وهي العروبة كأرومة وعرق وأصل ومرجع نعيشه ونعيه كأفراد وأقطار دونما حاجة لمن يدلنا عليه وبين مشروع تقوده عصابات سياسية أدلجت أعز وأثمن وأشرف ما عندنا، ذاق في سبيله الانسان العربي ألوان الهوان والفقر والعوز والامية والتخلف والعداوات والفرقة.

الوحدة العربية من الظواهر الحديثة والطارئة على مجتمعاتنا، فالتاريخ لم يسجل لنا حالة واحدة أو واقعة رفع فيها هذا الشعار قط، وأنا لا أنكر ان ظهورها في مطلع القرن الماضي وبمشرقنا العربي (العراق والشام بالذات)، كان لحاجة تحررية من هيمنة التخلف التركي وقوميته الطورانية التي حاول فرضها على شعوب تلك المنطقة وهي بلا شك حاجة املتها الظروف على سكان تلك البلاد لتعدد طوائفها ومذاهبها الدينية وكان ايضا موقفا تكتيكيا لا اكثر، اما انسحابها على بقية الدول العربية فكان خطيئة سياسية تاريخية لا تغتفر، وإلا ماذا يعني انزلاق دولة تعتز بوطنيتها لدرجة التعصب كمصر وهي الدولة الشرقية الوحيدة المرشحة لمستقبل نهضوي على غرار النهضة الأوربية في بداية القرن الماضي لولا هذا المنزلق الخطير الذي اوصلها الى قاع الحضيض، كانت مصر حتى وقت قريب لا تسمع فيها مفردات ذلك الخطاب الأهوج حتى بداية الخمسينات من القرن الماضي عندما ركبت الموجة وجهلت فوق جهل الجاهلين، وكان المصري يتبوأ أعلى المناصب في مصر وبصرف النظر عن عرقه وطائفته ومذهبه، ومفردات كزعيم الامة أو الحزب الوطني يذهب معناها للأمة المصرية والوطن المصري ولا يتجاوزها، وكاد السادات ولظروف لا يجهلها أحد ان يأخذ بخطامها نحو النيل لولا هوس الزعامة ودور مصر القيادي في عالمنا العربي، أما دول المغرب العربي فلم تتعرف على ذلك الخطاب إلا في وقت متأخر جدا ويا ليتها لم تتعرف عليه ولم تسمع به ولا بشروره، إن الذي يقف حيال التذمر العام وفي بعض المجتمعات العربية من نزاعات انفصالية واستقلالية وتوترات داخلية وينكرها ويرجعها لاسباب بعيدة عن الحقيقة فهو مكابر ومغالط، والمنطقة مرشحة للمزيد من تلك الاضطرابات وعدم الاستقرار مستقبلا، إن لم نبادر ونقطع مع هذا الخطاب الماضوي الذي لا يريد ان يعترف اننا خليط ومزيج أقوام مختلفة، فالشعوب الأوربية سبقتنا لهذه التجربة والمعاناة ووجدت الحل النهائي في هذا التشكل الحديث لدولهم الوطنية اليوم، وعلى إثر هذا الحل العقلاني أقلعت أوربا وقادت العالم الى نهضة عظيمة وعاش شعبها وشعوب العالم بسلم وسلام.

وانني في الختام أرسلها نظرة نقدية منفتحة تنظر الى الاختلاف بأنه رأي قابل للخطأ والصواب لا بوصفه انشقاقا وخروجا عن اجماع الامة العربية ونسفا لأحلامها الجميلة، وتنوعا وثراء وممارسة فكرية مشروعة كفلها لنا ولكم هذا المنبر العربي الحر.