تطرف جيسي جاكسون

TT

إذا كانت هناك مشاكل بين جيسي جاكسون والسيناتور باراك أوباما بشأن ما قاله الأخير، فلماذا يرغب جيسي جاكسون في أن يقف سيناتور إلينوي موقفا محايدا؟ لا تفهموني خطأ.

لقد قال جاكسون في تعليق له عن أوباما: «أريد أن أقضي عليه». ألم يكن من الأجدر بجاكسون أن يطلب إجابة مباشرة من أوباما؟

يبدو أن الأمر كله سخيف.

وأذكر هنا ماريون باري الذي قال عندما أخبر أن جاكسون يفكر في الترشح لمنصب عمدة دي سي: «إن جاسي لا يعرف إلا ترشيح فمه فقط».

فماذا يمكن أن نقول فوق ذلك بشأن تعليقات جاكسون وما تحتويه من تخمينات حول المعنى الأعمق لكلماته؟ نعم هذا صحيح.

لقد كان جاكسون يجلس في إحدى الحلقات التلفزيونية بجوار شخص يقول تفاهات، وقد ازداد غضب ذلك الشخص عندما أدرك أنه لا يستطيع القيام بشيء غير الهجوم على أوباما.

لقد ظهرت تعليقات جاكسون السخيفة على نشرات الأخبار وفي البرامج النقاشية. فقد بدأت قناة «إن بي سي» برنامجها «توداي شو» بالحديث عن جاكسون. وإذا لم يكن ذلك كافيا، فقد نشر السؤال الذي تبع ملاحظات جاكسون المثيرة للجدل على كل القنوات التلفزيونية، وهو: «ما الذي يعتقده مجتمع السود الآن؟».

ومن المثير للسخرية أن الشخصيات التي ينظر إليها على أنها خبيرة في شؤون الأميركيين السود (وأولئك سود بالطبع لأن البيض لا يعرفون المزيد عن السود) قد ظهرت على شاشات القنوات التلفزيونية تحاول بذل أقصى طاقتها للإجابة عن هذا السؤال الغبي.

لقد سئمت ومللت من كتابة كل ذلك ـ وربما قد سئم بعضكم ومل من قراءة ما أكتبه هنا ـ ولكن يبدو أن ذلك أمر ضروري، وأن عليّ أن أقوم بكتابته مرة أخرى: في الولايات المتحدة الأميركية، ليس هناك رأي واحد يشمل جميع السود في ما يتعلق بأي أمر من الأمور. وينطبق الأمر على أشياء كثيرة، مثل المبادرات الإيمانية، واختيار أوباما لكلمات خطاباته، وميشيل زوجة أوباما، وموسيقى الهيب هوب، والأحذية وطريقة قص الشعر وما هو جميل وما هو قبيح وما هي حدود المسؤولية الاجتماعية والفواكه وحرائق الغابات في كاليفورنيا وأنواع الطعام وحدود المسؤولية الشخصية والأمور الدينية وجيرمي رايت وأمة الإسلام ودرع الدفاع الصاروخية والضرائب والتدخين، وغير ذلك.

ولا شك أن هناك عددا غير معلوم من الأميركيين السود الذين سوف يومئون برؤوسهم ويقولون «آمين» عندما يطلب منهم عدم تحمل مسؤولياتهم كآباء وأزواج. تماما مثلما هناك بعض الأفراد مثل جاكسون يخرجون عن السياق ويتهمون أوباما بأنه يتصرف مثل بيل كوزبي أمام الشباب السود، ويهمل الظروف الاجتماعية التي تتسبب في فساد السلوك.

وهكذا تسير الأمور.. مثلما كانت دائما.

*خدمة «واشنطن بوست»

خاص بـ«الشرق الأوسط»