يا لهذه الدنيا!

TT

وجدت في بعض المذكرات التي حفظها التاريخ أن (نابليون) عندما حاصر مدينة (عكا) أوائل القرن التاسع عشر، واجه مقاومة شديدة من الأهالي، وبرز منهم شاب طويل مفتول العضل كبير الأنف اسمه (فارس خطار) من قرية (دمّر)، غير أن كل من يعرفه كان يسميه (فارس أبو منقار)، غير انه رغم شجاعته أسر مع من أسر، واقتيد إلى فرنسا لمحاكمته وإعدامه هناك، ولكنهم بعد مدة عفوا وأفرجوا عنه، ولم يعد إلى بلاد الشام وعاش بقية حياته في بلدة (بارليدك)، ويقال إن فتاة فرنسية من أسرة (أرستقراطية) غنية قدمت نفسها إليه وعرضت عليه أن يتزوجها، لأنها فوق إعجابها بشجاعته، فهي معجبة أكثر بكبر أنفه، لأنها تحب الأنوف الكبيرة.

ووافق وتزوجها ورزقهما الله صبياً ظريفاً كأمه، وشجاعاً وكبير المنخر كأبيه، ويقال والعهدة على الراوي: أن الجنرال (ديغول) هو من أحفاده ـ والله أعلم ـ

وفعلاً إن كل من يتأمل صورة ديغول لا تخطئ عينه أبداً طول منخره، الذي يزيد على طول منخري بثلاثة أضعاف ونصف ـ فقد قست ذلك على الطبيعة بالمسطرة ـ

وسؤالي هو: هل المرأة فعلاً تعجب بالرجل صاحب الأنف الكبير؟!، وإذا كان ذلك صحيحاً، فهل يحق لي ولأي رجل آخر أن يضع فوق أنفه أنفاً صناعياً كبيراً لكي يلفت الأنظار ويحوز إعجاب (الغنادير)؟!

هو مجرد سؤال شبه بريء.

* * *

يا لهذه الدنيا التي تفاجئنا وتفجعنا أحياناً بدون سابق إنذار ـ يا ليتها تهدي (اللعب شوي) لكي نتهيأ لمنغصاتها على الأقل.. وهذا هو ما حصل لأسرة صينية تعيسة، ورغم تعاستها تلك كانت تعيش بسعادة وسلام.. ولكن رياح المقادير تهب وتعصف في بعض الأحيان من حيث لا نحتسب.

والحكاية وما فيها أن الصين لكي تحد من الزيادة السكانية الرهيبة فقد أصدرت قانونا يلزم كل زوجين ألا يكون لهما غير مولود واحد، وما زاد على ذلك فعلى الوالد أن يدفع غرامة. ومن سوء حظ رجل يدعى (وانج) انه رزق بطفل، فأجبروه على دفع غرامة مقدارها ثلاثة آلاف يوان (450 دولاراً)، ودفعها المسكين من عرقه وشقاه ودم قلبه.

وبينما كان يحمل طفله في ثاني يوم أمام زوجته وابنتيه البالغتين من عمرهما ستة وسبعة أعوام، قال لهما وهو يضحك ويمزح ممسكا بالجهاز التناسلي للطفل: أمن أجل هذا العضو الصغير فقط أدفع ثلاثة آلاف يوان؟!، يجب أن نقطعه.

وذهب بعدها إلى الحقل، وأخذت الطفلتان كلام والدهما مأخذ الجد، فما كان منهما إلا أن أحضرتا سكيناً وقطعتا به عضو شقيقهما الصغير وتركتاه ينزف حتى الموت، وعندما حضر والدهما صعق من هول المفاجأة، فما كان منه إلاّ أن يأخذ جاروفاً ويضربهما به حتى لفظتا انفاسهما، وانطلقت زوجته هاربة وأصيبت بالجنون، وتناول هو عبوة مبيد حشري وشربها لكي ينتحر، غير أنهم أسعفوه واجروا له غسيل معدة، وسجن عدة سنوات، ثم أطلق سراحه.. وتزوج مرّة أخرى، ولازال يرفل في حلل السعادة.

هل مثل هذا يستحق أن يطلق سراحه؟!