دمشق وطهران.. لا تتركا لنا السيد

TT

يشعر المتابع أن السوريين والإيرانيين على وشك الاصطدام ببعضهما البعض من شدة التدافع على الوصول إلى أميركا. النظام السوري لم يدع مناسبة تمر من دون خطب ودّ واشنطن. فقد أرسل السوريون للأميركيين الكثير من الرسائل لينتقلوا من الرقص من دون تلامس إلى ما هو أكثر.

آخر رسائل دمشق المعلنة بأن لا تعاون أمنيا مع واشنطن من دون علاقة سياسية، والحديث عن أهمية أن ترعى أميركا عملية السلام. وذهب السوري إلى فرنسا وعينه على واشنطن.

طهران بدورها لم تقصّر، في السر والعلن، فما أن أعلنت واشنطن عن مشاركتها في مؤتمر جنيف لمناقشة أزمة الملف النووي، إلا وهرول الإيرانيون مرحبين بالشيطان الأكبر: أميركا. فقد صرح مسؤول إيراني لصحيفتنا قبل يومين بأن بلاده «استنتجت بشكل نهائي أن الملف النووي مفتاح الحل مع أميركا».ويفسر المسؤول حديثه بالقول إن بلاده ساعدت أميركا في أفغانستان والعراق ولم تغير واشنطن موقفها من طهران، ولذا فإن طهران باتت على قناعة بأن المفتاح لأميركا هو الملف النووي.

وفي سباق التدافع والهرولة من أجل الوصول إلى واشنطن يبدو أن شرخا ما قد يحدث، أو حدث بالفعل، بين الحلفاء السوريين والإيرانيين، حيث يقول المسؤول الإيراني في حديثه مع صحيفتنا إن «القيادة الإيرانية عرفت أنه عندما اختارت سورية مبدأ السلام مع إسرائيل، فإن على طهران أن تضع خياراتها الاستراتيجية بشكل مستقل وبمعزل عما ستقوم به دمشق».

ولا بد أن نذكر هنا أن طهران ودمشق دائما ما تعتبران أن إسرائيل هي أميركا، والعكس. لكن المهم في التصريحات الإيرانية الأخيرة أنها تعني فشل الوساطة السورية مع طهران، حسب طلب الرئيس الفرنسي، قبل أن تبدأ.

سألت مسؤولا عربيا بعد مؤتمر المتوسطي عما إذا كان ساركوزي جادا وهو يطلب وساطة دمشق حيال ملف إيران النووي؟ قال المسؤول «إما أن يكون ساركوزي عبقريا ويريد توريط الأسد، أو أنه متهور. فإذا ما ذهب الأسد إلى إيران متبنيا الموقف الأوروبي فحينها سيكون دخل في مواجهة مع طهران، وإذا لم يقم بالوساطة فستتأكد الشكوك بأن السوريين غير جادين»!

أما التنسيق المطلوب بين سورية وإيران فسببه بسيط جدا. فطالما أن كلا البلدين يتدافعان للوصول إلى واشنطن فلمن سيتركان حزب الله الإيراني، خصوصا أن نصر الله يقول إن قدر الأمة كلها المقاومة. فمن سيقاوم حسن نصر الله إذا صلحت علاقة سورية باسرائيل، وعلاقة إيران بأميركا؟ نصر الله الذي كلفنا 1200 قتيل، و4400 جريح، ومليارات الدولارات من الخسائر ليستعيد 5 أسرى، من دون أن يتعلم من سورية وإيران اللتين تفاوضان من دون اطلاق رصاصة أو إراقة دماء. فقط ذكرونا بعنوان منزل تهشمت نافذته في سورية أو طهران بحجة المقاومة.

ما نخشاه هو أن يقوم نصر الله بعد أن يصل أعوانه إلى أميركا وإسرائيل بمقاومة العالم العربي، على غرار مقاومته الكبرى في السابع من أيار في قلب بيروت.

لذا نقول: نسقوا يا سادة قبل أن نتورط بالسيد!

[email protected]