السيناتور ويب ينسحب كمرشح محتمل لمنصب نائب الرئيس

TT

أعلن السيناتور الديمقراطي جيمس ويب اخيرا أنه لن يسعى للحصول على مكان في الفريق الديمقراطي المعاون للسيناتور باراك أوباما، الأمر الذي أنهى شهورا من التكهنات حول كونه واحداً من أبرز المرشحين لمنصب نائب الرئيس.

وكان ويب قد أخبر أوباما الأسبوع الماضي أنه لن يفكر مطلقاً «تحت أي ظرف» في تولي منصب نائب الرئيس، وذلك طبقاً لما ورد ببيان أصدره أخيرا. وأوضح ويب أنه سيشارك في حملة حشد التأييد لأوباما، المرشح الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة.

يذكر أن ويب سبق أن تولى منصب وزير شؤون البحرية في عهد رونالد ريغان، وهو جندي سابق وكاتب. ويجري النظر إلى ويب، الذي يبلغ من العمر 62 عاماً، على نطاق واسع باعتباره شخصية سياسية باستطاعتها اجتذاب الجنود والطبقة العاملة داخل المناطق الريفية والناخبين الذين لم يحسموا انتماءاتهم بعد.

وعليه، جاء انسحابه بمثابة صدمة مخيبة للآمال لبعض أصدقائه. على سبيل المثال، أكد جيمس بي. موران، عضو مجلس النواب الأميركي عن الحزب الديمقراطي، أن ويب: «كان سيشكل عنصرا تكميليا رائعا لباراك أوباما، فهو يتفهم ويعتني بشكل بالغ بالطبقات العاملة دخل أميركا. وقد كتب لتوه كتاباً رائعاً عن الإنصاف والعدالة. ونجح للتو أيضاً في تمرير مشروع قانون زيادة مكافآت الجنود، وهو مليء بمشاعر الوطنية وكتب مقالاً ممتازاً تصدر غلاف مجلة «باريد». كما أنه يحظى بقدر كبير من التأييد والاحترام بمختلف أنحاء البلاد».

بل وينظر الجمهوريون إلى ويب باعتباره شخصية سيكون لها حضور طاغ في الانتخابات. فعلى سبيل المثال، أعرب جيفري إم. فريدريك، رئيس مكتب الحزب الجمهوري داخل فيرجينيا، عن اعتقاده بأن ويب: «باعتباره عضوا سابقا بالحزب الجمهوري ووزيرا سابقا لشؤون البحرية وجنديا من مشاة البحرية تقلد العديد من الأوسمة وأحد مؤيدي التعديل الثاني وعضوا ديمقراطيا مؤيدا للصيد، بمقدوره اجتذاب الكثير من الأصوات داخل الولايات الجنوبية».

بيد أن آخرين اعتبروا قرار ويب بالانسحاب نتيجة طبيعية يتوصل إليها لشخص يعدونه شخصية قيادية مناوئة للفكر التقليدي وتتميز بالاستقلالية، الأمر الذي ربما سيخلق مصاعب على تكيفه مع الاضطلاع بدور الرجل الثاني، في وقت تمكن فيه ويب من تحقيق قدر بالغ من النجاح داخل مجلس الشيوخ.

وفي هذا السياق، علق «توماس إي. مان»، بمعهد بروكنغز، على الأمر بقوله: «لقد حقق بداية مذهلة كسيناتور، وهو أيضاً شخصية سياسية مثيرة بشكل بالغ، وأتوقع له أن يشكل عاملاً مهماً داخل مجلس الشيوخ لبعض الوقت».

جدير بالذكر أن ويب كان واحداً من ثلاثة أعضاء بالحزب الديمقراطي بولاية فيرجينيا أشارت إليهم التكهنات باعتبارهم مرشحين محتملين لمنصب نائب الرئيس، ما يشير إلى النجاح الذي أحرزه الحزب خلال الفترة الأخيرة في تعزيز مكانة الديمقراطيين المعتدلين داخل واحدة من الولايات التي تميل تاريخياً للتوجهات المحافظة. ويسلط ذلك الضوء على التحول الذي طرأ على المشهد السياسي داخل فيرجينيا، والمرتبط في الجزء الأكبر منه بالأعداد الكبيرة من الناخبين المعتدلين الذين يبدون ميلاً للحزب الديمقراطي. ويجري حالياً النظر إلى فيرجينيا على نطاق واسع باعتبارها إحدى الولايات التي ستحسم السباق الانتخابي بين أوباما والسيناتور جون ماكين، المرشح الجمهوري للرئاسة.

* خدمة «واشنطن بوست»

خاص بـ«الشرق الأوسط»