مهاجرون أفريقيون ضمن المناصرين المتحمسين لأوباما

TT

نظمت أخيرا حملة لجمع التبرعات لصالح السيناتور باراك أوباما في مطعم وبار «ديوكس سيتي» في منطقة «يو ستريت» بواشنطن، تلك المنطقة التي تشهد تناميا مطردا للمهنيين البيض بعد أن كان معظم من فيها من السود.

ولكن صاحب مطعم «ديوكس سيتي»، دوناتو سياسي، ليس أحد الشباب البيض الداعمين لباراك أوباما. ولم يكن مضيف الحفل مايكل إندال أميركيا أسود، فكلاهما أعضاء في مجموعة «إثيوبيون من أجل أوباما»، وهي من المجموعات الكثيرة التي شكلها مهاجرون أميركيون يقفون وراء أول أميركي أسود يفوز بترشيح حزب كبير خلال الانتخابات التمهيدية، وهذا المرشح أيضا ابن لمهاجر كيني.

يجوب الأميركيون ذوو الأصول الصومالية والنيجرية والكينية في كافة أنحاء البلاد من المحيط إلى المحيط، ويزورون المهاجرين الأفريقيين ويقومون بتسجيل البعض في قوائم الناخبين ويروجون لشعار أوباما الذي يهدف للتغيير. ويحدوهم الأمل في أن يتمكن أوباما من تغيير أوضاعهم كأحد أقل المجموعات المهاجرة التي تحظى بالاعتراف في الولايات المتحدة، كما يطمحون في أن يقوم أوباما بالتخفيف من حدة الصراعات ومعدلات الفقر في بعض البلاد مثل إثيوبيا والصومال والسودان.

وبالنسبة لمدينة نيويورك، تقول كيم نيكولاس، وهي مديرة تنفيذية مشاركة بلجنة الخدمات الأفريقية في منطقة هارلم، إن هناك اهتماما كبيرا بأوباما. وتضيف نيكولاس، التي ولدت في الولايات المتحدة ولكنها تزوجت من لاجئ قادم من إثيوبيا، إنها ترى هذا الحماس باديا في منزلها ومكتبها.

وتقول نيكولاس: «أحد أبنائي ولد في السودان، في مخيم للاجئين هناك، وهو مهتم كثيرا بأوباما. وأحد العاملين معي في المكتب جمهوري، ولكنه يفكر في الوقت الحالي بتغيير انتمائه السياسي حتى يتمكن من التصويت لصالح أوباما».

ويقول مايكل إندال، وهو مهاجر إثيوبي أتى إلى الولايات المتحدة قبل ثمانية أعوام، إنه أسس مجموعة «إثيوبيون من أجل أوباما» في واشنطن حتى يمكنه تقديم الدعم للمرشح الديمقراطي.

ويقول إندال إن مجموعته «إثيوبيون من أجل أوباما» قد تمكنت من جمع 30 ألف دولار لصالح المرشح الديمقراطي. والأكثر من ذلك أنها قامت بتعليق ملصقات باللغة الإثيوبية دعما لأوباما، وبلغ عدد مرات مشاهدتها على موقع «يوتيوب» 15 ألف مرة. كما قام أعضاء المجموعة بجولة في بنسلفانيا في أواخر أبريل (نيسان) الماضي لحث الإثيوبيين على الخروج والمشاركة في التصويت، في محاولة للوصول إلى اختلاف بسيط في الانتخابات التمهيدية التي انتهت في تلك الولاية بخسارة أوباما لصالح السيناتورة هيلاري كلينتون. تمكنت الحملة الرئاسية لباراك أوباما من جذب الكثير من الدعم والتأكيد، ما حدا بمتحدثة باسم الحملة إلى التأكيد على أن ذلك يعكس قدرة المرشح النادرة على الاتصال بالأميركيين بخلفياتهم المتنوعة، مشيرة إلى أن ذلك يظهر كيف أصبحت الحملة الرئاسية دفعة حقيقية من أجل التغيير.

وعلى الرغم من أن النشاط السياسي الذي يبذله المهاجرون الأفريقيون يمثل تغيرا كبيرا في الولايات المتحدة، فإن من الصعب بالنسبة للكثير من الأميركيين التعامل مع ذلك بجد. ويشير معهد سياسات الهجرة إلى أنه لا يوجد الكثير من المهاجرين الأفريقيين في الولايات المتحدة، حيث يبلغ عددهم 1.2 مليون شخص، أي 3.4 في المائة من إجمالي عدد المهاجرين هناك، مما يعني أن فرصتهم ضئيلة للتغيير في الانتخابات الرئاسية. ويتركز المهاجرون الأفريقيون في مناطق معينة، بصورة أساسية في واشنطن ونيويورك، والبعض القليل في أتلانتا ومينابوليس ولوس أنجليس. ويفيد مكتب الشؤون الأفريقية بالمدينة بأن واحدا من كل عشرة مهاجرين ولدوا في أفريقيا يعيشون في واشنطن. وتقول السيدة نيكولاس، من لجنة الخدمات الأفريقية، إن نصف مليون من المهاجرين ذوي الأصول الأفريقية يعيشون في منطقة نيويورك.

ولكن ما يفتقده المهاجرون الأفريقيون من ناحية العدد، يستعيضون عنه بالتعليم والدخول، حيث يقول تقرير صدر عام 2003 عن جامعة نيويورك في ألباني، أن المهاجرين الأفريقيين في الولايات المتحدة يتمتعون بمستوى أعلى في التعليم من كل المجموعات الأخرى، بمن فيهم الأميركيون البيض وذوو الأصول الآسيوية. كما أن دخل الأسرة في المتوسط يكون أعلى من الأميركيين السود وأقليات أخرى.

ويقول إندال إنه في واشنطن لن تحاول مجموعة «إثيوبيون من أجل أوباما» التأثير على السباق الرئاسي بين أوباما والسيناتور الجمهوري جون ماكين، وبدلا من ذلك ستسعى المجموعة للتركيز على الأسر الإثيوبية التي تعيش في ضواحي فيرجينيا الشمالية.

ويضيف إندال: «من المحتمل الحصول على أصوات 10 ألف إثيوبي في فيرجينيا». ويتحدث يوسف عدن لأصدقائه وهم جالسون في مقهى «كاريبو» قائلا إن نسبة الدعم لأوباما بين الأقليات تبلغ 100 في المائة، سواء بين الأقلية الصومالية أو القادمة من شرق أفريقيا أو من كينيا، مشيرا إلى أن أوباما يجعلهم أقوى.

ولكن، كان لأبي بكر فيدو رأي آخر، حيث يقول: «أنا لا أشجع أي شخص بسبب لون بشرته أو أصله. أنا لا أحب آيديولوجيته، ولا أعتقد أنه قد ينجح». ويضيف أبو بكر: «كانت هيلاري كلينتون خياري، والآن هي خارج السابق، لا يمكن لرجل أسود أن يفوز».

ساد الصمت لفترة بعد كلمات أبو بكر، ثم تحدث إيو قائلا إن القلة من الصوماليين الذين يفكرون بطريقة أبو بكر ما هم إلا جهلة «فهم فقط يعتقدون أنه لا يمكن لرجل أسود أن يفوز».

* خدمة «واشنطن بوست»

خاص بـ«الشرق الأوسط»