المهندس محمود بن عبد الله طيبة: إنجاز وإحسان

TT

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. وبعد:

فإن الموت سنة الله الماضية في خلقه، وقدره على كل نفس، ولقد آلمنا أشد الألم نبأ وفاة أخي معالي المهندس محمود بن عبدالله طيبة نائب رئيس مجلس الشورى يوم الأربعاء 13/7/1429هـ بعد مسيرة حافلة وتجربة ثرية وعمل مخلص كان رفيقه طول حياته.

إنها لمصيبة كبرى، وصدمة عظمى، فبالأمس القريب ودعنا أخانا وصديقنا معالي الدكتور صالح بن عبدالله المالك الأمين العام لمجلس الشورى، واليوم نفجع بوفاة أخينا وصديقنا معالي المهنس محمود بن عبدالله طيبة نائب رئيس مجلس الشورى، فرحم الله الجميع، والحمد لله على ما قدر وقضى، وأسأل الله العلي القدير ألا يحرمنا أجرهما ولا يفتنا بعدهما وأن يغفر لنا ولهما. لا أعلم حقيقة من أين أبدأ وكيف سأنتهي حين أتحدث عن شخصية فريدة كشخصية معالي المهندس محمود بن عبدالله طيبة ـ رحمه الله ـ فهو الابن البار لهذا البلد الكريم وصاحب العطاء المعطاء والإخلاص المتفاني في كل ما أوكل إليه من مهام وتولاه من مناصب.

له بصماته الواضحة وأثره المتميز في كل منصب تقلده فهو من أوائل من حصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة الكهربائية في المملكة، فبدأ مهندساً شاباً في شركة أرامكو فظهرت كفاءته وبرز تميزه حتى عين مديراً عاماً لشؤون الصناعة في وزارة التجارة والصناعة ـ آنذاك ـ ثم وكيلاً لها ثم محافظاً للمؤسسة العامة للكهرباء حتى تبوأ منصب رئيس الشركة السعودية للكهرباء، واستطاع بعد توفيق الله أن ينهض بقطاع الكهرباء رغم الصعوبات والتحديات التي تواجه هذا القطاع. ولم تكن تلك الشخصية المتميزة لتكتفي بذلك فكان رئيساً وعضواً في العديد من مجالس إدارات الشركات والمؤسسات المختلفة فكان رئيساً لمجلس إدارة الشركة السعودية للأسمدة ونائباً لرئيس جمعية الأطفال المعاقين وعضواً في مجلس إدارة الخطوط الجوية العربية السعودية وعضواً في مجلس إدارة مؤسسة الخطوط الحديدية وعضواً في مجلس إدارة المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق، وعضواً في مجلس هيئة المواصفات والمقاييس.

لقد تعددت خبراته ومهاراته رحمه الله، فتعددت مناصبه ومشاركاته، وهو في كل منها نعم الرجل ونعم المسؤول، لا ترى أحداً ممن عملوا معه إلا ويحدثك عن ورعه وأمانته ونزاهته وجده، فقد كان عنواناً للنزاهة والأمانة والإخلاص والعمل الدؤوب. وكان للشورى والرأي موعد مع أحد رجاله المعدودين حين عين عضواً في مجلس الشورى ابتداءً من الدورة الثانية، فكانت خبرة السنين التي عاشها، وتجارب الأيام التي اكتسبها حاضرة في نقاشات المجلس ولجانه وقراراته، يشعرك بعمق الإحساس بالمسؤولية، وتلمس من عباراته الغيرة والمصداقية، حظي بثقة ولاة أمر هذه البلاد فعين نائباً لرئيس مجلس الشورى فكان نعم المعين ونعم السند. وإلى جانب شخصيته الرسمية والعملية فإن معالي المهندس محمود طيبة ـ رحمه الله ـ يحمل شخصية إنسانية معطاءة تحمل الخير لكل الناس فكان يرعى الأيتام ويكفلهم، ويعين المحتاجين ويدعمهم، ويعطف على المعاقين ويتلمس احتياجاتهم، لقد عرف ـ رحمه الله ـ بحب الخير وتفقد أحوال الناس، فقد كانت نفسه تتوق إلى الإحسان، وقلبه ينبض بالعطف، ويده تبذل المعروف.

لقد فقد الوطن والمجلس ابناً مخلصاً وإنسانا خيراً كما فقده الكثير من الأرامل والمحتاجين والمعاقين الذين كانت تمتد يده بالعطاء والرعاية ومسحة الحنان إليهم.

إن فقد شخص بقامة وحجم ـ أبي هانئ ـ لأمر جلل وحدث عظيم فقد كان نعم الرجل ونعم الصديق. وإن العبارات تقف عاجزة عن رصد إنجازاته وذكر مآثره.

رحم الله ـ أبا هانئ ـ وعوضنا بفقده خيراً وألهمنا وألهم أهله الصبر وحسن العزاء وأصلح عقبه ذريته، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

* رئيس مجلس الشورى السعودي