النكتة في ظل الاشتراكية

TT

دخل تطبيق الاشتراكية وعمليات التأميم، في مطبات كثيرة كأي تغير في الإدارة والسياسة، بل قل في الحياة كلها. لكل جديد مشاكله. يسميها الإنجليز مشاكل الرضاعة. بيد أن هذه المطبات تحولت لميدان خصب للسخرية في كل مكان، وجاءت الاشتراكية العربية في المقدمة. ولا شك أن البيروقراطية التي ارتبطت بها أثارت قرائح الظرفاء. قالوا إن المسؤولين في سوريا لاحظوا أن البقرات أخذت لا تعطي من الحليب غير القليل. سألوا المزارعين. فقال أحدهم إن أربعة مستخدمين أصبحوا يشرفون على عملية حلب البقرة، واحد يحلب ضرعها، وثان يمسك بها وثالث يقيس ويكتب ورابع يراقب الثلاثة. وبين كل هؤلاء الرجال أصبحت البقرة تستحي!

وفي مصر ترتب على انخفاض الإنتاج الزراعي نقص في المواد الغذائية في الأسواق. قالوا إن رجلا عثر على فانوس علاء الدين السحري (آه! لم نحصل من فانوس علاء الدين غير النكات). ففركه فخرج إليه الجني «شبيك لبيك أنا عبد بين يديك. اطلب وتمنى». قال له: هاتني بكيلو بطاطا. ذهب الجني وعاد بعد ساعتين ليقول: «آسف يا أستاذ. ألفين جني واقفين في الطابور يستنون قبلي».

لم يسمح البعثيون بالإضراب، ولكن هذا المنع لم ينطبق على الطيور في العراق، فأضربت الدجاجات عن وضع البيض احتجاجا على سوء أحوالها. اشتدت أزمة البيض، فأصدر صدام حسين أوامره بأن على كل دجاجة أن تبيض خمس بيضات في اليوم، وإلا... ارتعدت الدجاجات ذعرا من أمره فبذلت ما بوسعها لتلبية الطلب. جاءها الرئيس القائد بعد أسبوع ليتأكد من طاعتها. وجد سائر الدجاجات وأمام كل واحدة خمس بيضات بالفعل. بيد أنه لاحظ ثلاثا فقط أمام بعضها، فسألها غاضبا عن تقصيرها. فأجابه رئيسها، «نحن يا سيدي الرئيس ديوك».

بمنع الاستيراد وانخفاض الإنتاج، ارتفعت أسعار سائر المواد، بما فيها الأحذية. ما أن سمع رجل بجواب الكندرجي عن سعر زوج منها حتى استرخصه ليذهب إلى دائرة الطابو أولا. سأله البائع: «الطابو! و ما علاقة الطابو؟» أجابه :«لأسجل الحذاء في السجل العقاري أولا. صار ثمنه أغلى من ثمن بيتي!».

عمدت الدول الاشتراكية إلى إلغاء الألقاب والرتب القديمة كالباشا والبيك والأغا واستبدالها بالرتب الجديدة. بالغوا في العراق فحرموا حتى استعمال الألقاب العائلية كالقشطيني والخضيري. أدى ذلك إلى ارتباك كبير في الحياة المصرفية وحسابات البنوك وترتبت عليها شتى التعليقات الظريفة. ولكن في سوريا دعا الرفاق في حزب البعث إلى تغيير الفاكهة المعروفة باسم «يوسف أفندي» إلى «الرفيق يوسف» واسم ذلك النوع من الباقلاء المعروف باسم «عيشة هانم» إلى «الرفيقة عيشة»!