السدحان والقصبي.. هل آن موعد الافتراق؟

TT

أعتقد أن الممثلين ناصر القصبي وعبد الله السدحان تصرفا على طريقة لاعبي الكرة الأذكياء الذين يعتزلون في قمة نجوميتهم، ولا أعني بذلك اعتزالهما التمثيل، ولكن قرارهما إيقاف «طاش» بعد 15 عاما من تقبل الجمهور له يعتبر قرارا شجاعا من نجمين كان يمكن أن يتكئا على ما ألف الناس، ويواصلا العمل في ما يعتقد أنه المضمون رغم ما بدأ يشوبه من تكرار. وحال النجمين اليوم بعد الوصول إلى نهاية «طاش» كحال المطرب الذي ينجح في أغنية ما، فتصبح مسؤوليته أعظم في تجاوزها إلى غيرها، وإلا ظل في مكانه على طريقة «مكانك سر»!

هذا العام يتجه السدحان والقصبي إلى مواجهة الجمهور من خلال مسلسل جديد «كلنا عيال قرية»، ويحدد القصبي الفارق بين العملين بأن «طاش» كان يعتمد على النفس القصير لأنه عبارة عن كبسولات قصيرة بينما المسلسل الجديد يحتاج إلى نفس طويل لارتكازه على قصة واحدة مترابطة.. فهل يستطيع السدحان والقصبي تجاوز «طاش» إلى عمل آخر أكثر إبهارا وتأثيرا في المتلقي؟

في تقديري أنهما قد اتخذا القرار الصائب بالنسبة لمستقبلهما الفني، فظاهرة الثنائيات الفنية في القالب الواحد ظاهرة مؤقتة لا يمكن أن يستمر زخمها طويلا، وقد استثمرها السدحان والقصبي إلى أقصى مداها الآمن، وانتقال هذا الثنائي إلى طرق آفاق فنية جديدة مجتمعين أو مستقلين من شأنه أن يمنح مسيرتهما الفنية قدرا من الثراء والتنوع.

وبصرف النظر عما ستؤول إليه الأمور فإن من حق هذا الثنائي الفني الكبير، وقد بلغ عملهما «طاش» نهايته بعد 15 عاما من الحضور، الاعتراف بدورهما الكبير في توظيف الكوميديا في معالجة الكثير من القضايا المسكوت عنها، وصبرهما الجميل على ردات الفعل المتشنجة التي ظلت تنفجر في وجهيهما على مدى الأعوام.. فلقد حاول هذا الثنائي تقديم الكثير من الرؤى الناقدة للكثير من السلبيات الاجتماعية بأكبر قدر من الجرأة والشجاعة والصدق، ويمكن القول إن «طاش» ظل على مدى سنواته الطويلة سيد الدراما الرمضانية الخليجية، والمدرسة التي خرجت عددا من نجوم الكوميديا السعوديين، وهو أول عمل كوميدي سعودي يتجاوز الخارطة المحلية إلى آفاق العربية. وها نحن اليوم نودع «طاش»، ولكننا نقول للقصبي والسدحان مرحبا من جديد.

[email protected]