عشت وسوف أموت بلا خطيئة!

TT

أنا يا سيدي المسيح!

رداً على كلام السيد المسيح حين استنكر الناس أن يروا «مريم المجدلية» سيئة السمعة تسير إلى جواره فقال: فليرمها بحجر من كان منكم بلا خطيئة!

أنا. ولن أرميها بحجر.

خطيئتي يا سيدي أنني اخترت أن أقرأ وأكتب. أن آكل الورق وأتمرغ على الأرق وأشرب الحبر وأن أعيش في خطر فقد قالها الفيلسوف نيتشه: يجب أن تعيش في خطر على سفوح البراكين.. لم يكن الفيلسوف يعرف أن الحياة بالقرب من البراكين خطرة. ففي إيطاليا تهتز الأرض من تحتهم تغلي. ولكن الإيطاليين يجدون الاهتزاز هدهدة تساعدهم على النوم العميق. وعندما كنت في مانيلا بالفلبين تناولت غدائي وعشائي على فوهة بركان خامد من مائتي سنة ولكنه يجمع دخانه وناره وشراره ليدمرنا مرة أخرى. ثم يجدون في اهتزاز البركان ما ينشط المعدة على الهضم ويدغدغ الأعصاب في أحضان معبودة لهم.. فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون. فإن كانت القراءة خطيئة فأنا «يهوذا الاسخربوطي». وإن كان الفكر جريمة فأنا «دراكولا». وإن كان الجوع إلى المعرفة ذنباً فأنا «المسيح الدجال» ولا ذنب لي.

فمن كان منكم بلا خطيئة فليرجمها بأول حجر.. فأنا الحجر نفسه يا سيدي المسيح ملقى على جانب من شاطئ المعرفة.. وعلى استعداد لأن يركلني أحد. أو يدوسني أو ينتهز هذه الفرصة السعيدة ويبصق على كل شيء. أعذرني يا سيدي فهي تعبيرات بشرية دون مستواك العالي الرفيع! فإن كانت لي خطيئة: فسوء الأدب وفجاجة الكلمات.. فإنني بشر!