أوباما قد يفكر في إبطاء الانسحاب من العراق

TT

أثار السيناتور باراك أوباما (مرشح الحزب الديمقراطي للرئاسة الأميركية) الشكوك حول إمكانية إبطاء انسحاب القوات الأميركية من العراق، الذي كان قد وعد بأن يأمر به تدريجيا ليكتمل خلال 16 شهرا، إذا فاز بمنصب الرئاسة، وقد أفاد بأنه سوف يستشير القادة العسكريين في ما يتعلق بزيارته المقبلة إلى المنطقة، وسوف «يستمر في تطوير» مقترحاته.

وقد أعلن أوباما أمام عدد من الصحافيين، لدى هبوط طائرة حملته الانتخابية في نورث داكوتا ـ وهي الولاية التي لم يفز بها أي مرشح ديمقراطي منذ عام 1964 ـ بقوله: «وما زلت عند اعتقادي بأن علينا التأكد من ضمان أمن قواتنا واستقرار العراق. وسوف أستمر في جمع المعلومات لمعرفة ما إذا كانت الظروف مواتية».

وفي مؤتمر صحافي آخر، أصر أوباما على أن سياساته لم تتغير، وأنه «لم يخادع» وأنه لا «يبحث عن مساحة للمناورة»، في ما يتعلق بالشأن العراقي. وقد أفاد أوباما بأن المشاورات مع القادة خلال الأسابيع المقبلة سوف تركز على حجم القوات الأميركية، التي تكون هناك حاجة إليها من أجل تدريب وإعداد الجيش العراقي ووحدات الشرطة العراقية، بالإضافة إلى المحافظة على «قوة ضاربة لمكافحة الإرهاب» لمنع القاعدة من العودة مجددا.

وقال أوباما: «دعوني أكون صريحا قدر ما أستطيع: إنني أنوي إنهاء هذه الحرب. وفي أول أيامي في مكتب الرئاسة، سوف أجتمع مع هيئة الأركان وسوف أسند إليها مهمة جديدة. وهذه المهمة هي إنهاء هذه الحرب بمسؤولية وفعالية وحسم».

وقد أضاف أوباما بقوله إنه لم ير أي تعارض حتى الآن مع اعتقاده بأنه يمكن سحب لوائين كل شهر على مدى 16 شهرا.

وقد قال أوباما، المرشح الديمقراطي لمنصب الرئاسة منذ وقت طويل، بأن الأمة «يجب أن تكون حريصة على الخروج من العراق كما دخلت إليه بسرعة».

ولكن مع فوز أوباما بترشيح الحزب الديمقراطي، فإن هناك سلسلة من البيانات التي ساعدت على لفت الأنظار إليه داخل المشهد السياسي. وقد أيد أوباما حلا وسطا لمشكلة التنصت على المكالمات الهاتفية من قبل المخابرات، كما انتقد قرار المحكمة العليا بمنع عقوبة الإعدام لمغتصبي الأطفال، لكنه لم ينتقد قرارا آخر بمنع حظر حمل الأسلحة في مقاطعة كولومبيا.

وقد كانت تعليقاته أخيرا تتعلق بما يمكن أن يكون أهم الموضوعات الخاصة بالسياسة الخارجية للحملة الانتخابية، وهو مستقبل وجود الجيش الأميركي في العراق. وقد جاءت هذه التعليقات أثناء تنقل أوباما بين الولايات المؤيدة للحزب الجمهوري، التي يعتقد أوباما أن بإمكانه الفوز بها في انتخابات الخريف.

وقد أفاد أوباما كذلك بأن مساعدي المرشح الجمهوري لمنصب الرئاسة السيناتور جون ماكين كانوا يعملون على خلق الانطباع «بأننا نغير من سياستنا، رغم أننا لا نفعل ذلك». وكذلك، فإن الجمهوريين لم يتوانوا عن الهجوم.

وقد أفاد الحلفاء الديمقراطيون بأن أوباما ذكي لأنه يحاول تضييق الفارق في هذه الولايات المحافظة في محاولة للفوز بترشيحها. ولكن، بدأ في تحويل لهجة خطابه في الولايات التي تعتبر أكثر صعوبة. وقد فاز الرئيس بوش على المنافس الديمقراطي جون كيري بنسبة 63 مقابل 36 في نورث داكوتا منذ أربع سنوات. واحتفل أوباما بيوم الاستقلال في مونتانا، حيث فاز بوش بنسبة 59 في المائة من الأصوات.

وقد أفاد المتحدث باسم الحملة، نيك شابيرو، بأن أوباما جاد في تمديد ميدان المنافسة وراء الولايات التقليدية التي كانت تسيطر على العملية الانتخابية منذ الفوز الساحق الذي حققه رونالد ريغان عام 1984.

وقد أفاد أوباما ومعاونه بأن البيئة السياسية قد تغيرت بصورة هائلة منذ عام 2004. وقد أصبح لولاية مونتانا حاكم ديمقراطي وسيناتوران ديمقراطيان، وكذلك فإن الوفد المفوض لولاية نورث كارولينا من الديمقراطيين بكامله.

وقد انهارت شعبية بوش في الغرب بصورة هائلة. وقد وصل الاستياء إلى كل مكان في البلاد، كما أن الاقتصاد يئن تحت وطأة زيادة أسعار الطاقة والغذاء. وبالإضافة إلى ذلك، فإن موسم الانتخابات التمهيدية الطويل أجبر أوباما على بناء بنية أساسية، حتى في أكثر الولايات تأييدا للحزب الجمهوري، حسبما أفاد روبرت غيبس، أحد المتحدثين باسم الحملة.

وقد أعلن أوباما في تصريح له: «إنني متأكد من النصر بنسبة 90 بالمائة، ولم يظهر الديمقراطيون من قبل في هذه الأماكن، ولم يتحدثوا إلى الأفراد عن كيفية حل مشاكل النظام الصحي أو خفض أسعار الوقود أو كيفية خلق الوظائف الجديدة ذات الدخول الجيدة. وأعتقد أن الشعب الأميركي على المستوى الفكري والسياسي، متعطش لفكر مختلف».

* خدمة «واشنطن بوست»

خاص بـ«الشرق الأوسط»