أصابعك فيها الشفاء!

TT

العلاج العادي معروف.. وهو أن تبتلع نصف قرص أو قرصاً من الأسبرين مع حساء ساخن أو مع الشاي.. أو تفتح النافذة وتشم هواء نقياً، أو تنزل من البيت وتذهب إلى النادي أو تتوقف فجأة عن مناقشة زوجتك في أي شيء سخيف.. أو تشرب فنجاناً من الشاي أو القهوة.. أو تأخذ حماماً ساخناً أو إذا كنت تتفرج على فيلم سخيف أن تغير الفيلم وتتفرج على «إسماعيل يس». أما الصينيون فعندهم طريقة أخرى.. وهي أن تضع أصابعك على جانبي الرأس وتهرش برفق شديد وبتركيز تام..

وهناك رأي آخر هو أنك إذا أمسكت القلم الذي تكتب به وجعلت تكتب به على جانب الرأس.. أو كأنك تكتب شيئاً فإن هذا يؤدي إلى زوال الصداع.. وكل صاحب نظرية يؤكد لك صحة ما ذهب إليه.. والنظرية الجديدة في معالجة الصداع، أيا كان نوعه فيما عدا الصداع بسبب الفقر، فهي عبارة عن حركات بأصابع اليد في اليد نفسها..

نفرض أن صداعاً قد أحسست به فالعلاج هكذا.. اضغط بأصابع يدك اليمنى على أصابع يدك اليسرى ثم على باطن الكف وأن يكون الضغط على شكل دقات، وبعد ذلك تضغط على أصابع اليد الأخرى ضغطاً رقيقاً، وبعد ذلك تضغط بأصابع يدك اليمنى على الجانب الأيسر من الرأس وبأصابع يدك اليسرى على الجانب الأيمن من الرأس وبعد أن تفرغ من هذه الدقات الرقيقة على أصابع اليدين وعلى جانبي الرأس يحسن أن نتوقف بعض الوقت.. فإذا لم يذهب الصداع فيجب أن تعاود الضغط الرقيق مرة أخرى.. أنا جربت ذلك..

فما هو تفسير ذلك؟

يقول الطبيب الصيني في كتاب له بعنوان «بين أصابعك.. سعادتك» أن النشاط الذهني الكهربي ليس إلا تياراً منساباً من الأعصاب.. وهذا التيار يتقطع ويتعثر تماماً كما يتعثر الماء بين ضفتي النهر، وفي هذه الحالة يجب أن نسارع باستبعاد العوائق الطارئة من المجرى حتى يعاود الماء انسيابه وكذلك التيار الشعوري أو الكهربي أو المغناطيسي في الجسم الإنساني وذلك عن طريق استخدام الأصابع التي تدق المراكز العصبية، وليست الإبر الصينية إلا نوعاً من محاولة تحويل مسار النشاط الكهربي الإنساني إلى مسالك أخرى! وهو علاج بلا كيمياء وبلا طب.