قل لي ماذا تختار: أقل لك من أنت؟!

TT

من كذا وعشرين قرناً عاش فيلسوف يوناني لم يكن فيلسوفاً صاحب مذهب. ولكن عنده أفكار من الممكن أن تكون عقداً أو سبحة. وكلها حبات تلعن الناس: الغني والقوي والمنافق. هذا الرجل كان اسمه (ديوجين). وإذا أردت النطق اليوناني الصحيح فهو: ديوجانس. وكان يرضى بالقليل من الطعام والشراب وينام في صناديق الزبالة.

وكان إذا رأى الناس شتمهم. فقالوا: إنه كلب ينبح. وكان يرد بقوله: صحيح كلب ينبح الكلاب من البشر. وأتباعه أطلقوا عليهم اسم: الكلبيون. وهو مذهب سليط في الزهد في الحياة والمال والقوة.

جاءه الإسكندر الأكبر يراه فوجده في الزبالة. فسأله إن كان يعرفه فقال: نعم. وسأله كيف يتحدث إليه جالساً؟ فقال: ابعد عني إنك تحجب الشمس!

لم يغضب الإسكندر الأكبر وتمنى لو كان مثل هذا الكلب الفيلسوف!

عاش حكايات ونوادر في تاريخ الفلسفة. وكان أشهرها أنه كان يمسك مصباحاً في عز النهار يبحث عن إنسان شريف. ومات والمصباح في يده ولم يجد لا الإنسان ولا الشريف!

وقد وصفه أستاذنا العظيم أفلاطون فقال: إنه سقراط إذا أصيب بالجنون!

وسئل: ولماذا تتسول؟

فقال: لأنني فقير..

وسئل: هل تتزوج؟

فقال: لا أفضل..

سئل: لماذا؟

أجاب: إنني جئت إلى الدنيا وحيداً وسوف أتركها وحيداً أيضاً.

سئل: ما الفرق بين الحياة والموت!

ـ لا فرق..

ـ لماذا أنت حي؟

ـ لأنه لا فرق..