لماذا عجزت الطائرة عن الإقلاع؟!

TT

منذ نشأة الخطوط الجوية السعودية ومعايير السلامة تحتل أقصى اهتماماتها، وهي من بين شركات المقدمة في مجال الطيران المدني من حيث تطبيق معايير السلامة الدولية والالتزام الصارم بها، ولذا تأتي غرابة الخبر الذي نشرته إحدى الصحف المحلية بخصوص فشل طائرة سعودية من طراز «جامبو» في الإقلاع مرتين في مطار القاهرة بسبب حمولتها الزائدة، ورغم ذلك ظل طاقم الطائرة راغبا في المحاولة مرة ثالثة، لولا تدخل وزير الطيران المدني المصري الفريق أحمد شفيق مصدرا أمره بمنع الطائرة من الإقلاع، وتشكيل لجنة فنية لمعاينتها!

وفي مواجهة الخبر تتوالد الأسئلة:

ـ من المسؤول عن الحمولة الزائدة التي أدت إلى فشل عملية إقلاع الطائرة؟

ـ لماذا أصر طاقم الطائرة على تكرار المحاولة رغم علمه بالحمولة الزائدة؟

ـ وما المخاطر التي يمكن أن تتسبب فيها الحمولة الزائدة على سلامة الطائرة وركابها؟

من المعروف أن لكل نوع من الطائرات حمولة قصوى يفترض أن لا تتجاوزها، وأن عددا من حوادث الطيران ترجع أسبابها إلى الحمولة الزائدة، ولست أدري مقدار الحمولة التي كانت على متن تلك الطائرة في رحلتها رقم 2308 المتجهة من القاهرة إلى السعودية، والتي عجزت قدرة الطائرة عن الإقلاع بها، ودفعت وزير الطيران المدني المصري الفريق أحمد شفيق إلى إصدار قراره بمنع الطائرة من الإقلاع. وليقيننا بأن سلامة الناس تقتضي اتخاذ أقصى تدابير الحذر، لذا فإن الأشخاص العاديين من أمثالي لن يستطيعوا أن يتفهموا إصرار طاقم الطائرة على طلب محاولة الإقلاع للمرة الثالثة رغم فشله في تحقيق ذلك لمرتين.

كم تمنيت أن يكشف لنا مسؤول في الخطوط السعودية عن ملابسات الأمر، ومقدار الحمولة الزائدة، وأسبابها، ومسؤولية طاقم الطائرة، وطبيعة التحقيقات التي جرت من قبل مفتشي وزارة الطيران المدني المصرية وطاقم الطائرة، وعدم الاكتفاء بما صرح به المدير الإقليمي للخطوط الجوية السعودية في القاهرة لصحيفة «الوطن» حول عودة الطائرة إلى السعودية، وأنها قد أقلعت من القاهرة دون ركاب، كما تم استبدال طاقمها بسبب تجاوزه لعدد ساعات التشغيل المسموح بها دوليا، فلعل في نشر القصة الكاملة ما يؤيد فضول الأسئلة.

[email protected]