من شواطئ الخليج

TT

على عادة العرب في التنكيت على الأسماء أو حولها، بادر ظرفاء الخليج الى التندر على اسم الرئيس بوش الأب أثناء حرب الكويت. فقال الشاعر:

بوش.. غلطان من سماك بوش

إنت البطل واحنا اللي طلعنا بوش!

وبعد عودة أحد قادتنا من زيارة رسمية الى الولايات المتحدة، أمر مساعده بوضع اسمه على سائر أبواب المؤسسة. وعندما سألوه ما الذي حداه الى ذلك، قال: هناك في أمريكا شفتهم حاطين اسم رئيسهم «بوش» (push) على سائر الأبواب.

ومن اللعب على الكلمات كان ما قيل عما أمر به صدام حسين دكاكين الكعك في الكويت بتغيير كلمة «بسكويت» الى «بسعراق».

تفاديا لقصف الطائرات، عمد القوم الى تمويه سياراتهم بالطين. وبالطبع من يتولى المهمة غير المصريين؟ وقفوا في الشوارع وبيدهم سطل من الطين، ينادون بأصحاب السيارات: «أستاذ عاوز نطين سيارتك؟».

كانت الكويت قد أمعنت في مساعدة الفلسطينيين وفتح المجال لهم للعمل في الكويت حتى كادت تصبح فلسطينا ثانية. ولهذا اغتاظ الكويتيون منهم عندما أيدت منظمة التحرير احتلال العراق للكويت واعتبروها طعنة من الخلف. رأى مواطن كويتي أمريكيا يسبقه في السير. فلحق به وراح يسابقه حتى اصدمت السيارتان ثم نزل وبصق في وجهه، فما كان من الأمريكي غير أن يرد عليه بالضرب. مر فلسطيني بهما فانطلق بالهجوم ضربا على الأمريكي. حضرت الشرطة واقتادتهم جميعا الى القاضي. سأل السائق الأمريكي لماذا هجمت على المواطن الكويتي بالضرب؟ فأجاب قائلا: جئنا وحررناهم من صدام حسين ويصدم سيارتي ويبصق في وجهي! أهكذا يكون رد الجميل؟

التفت القاضي الى الفلسطيني وقال له «وانت لماذا نزلت بالضرب على السائق الأمريكي؟ أجاب وقال «شعرت بالنخوة العربية فحاولت مساعدة ابن قومي على الأجنبي».

عاد القاضي فسأل الكويتي«وانت لماذا بصقت في وجه الأمريكي؟»، فقال: «والله افتكرته فلسطيني!».

بيد أن الأحوال بين العراق والكويت لم تكن سيئة دائما. كانت هناك أيام خير ومحبة. والتقى خلالها احد وزراء الكويت بصدام حسين. فتح معه موضوع تحويل مياه شط العرب الى الكويت. وقبل أن يعطيه جوابه، اصطحبه الرئيس العراقي في جولة الى العتبات المقدسة في العراق. أخذه الى الكاظمية وقال له هذا ضريح الإمام موسى الكاظم. أعطيناه السم ومات. ثم انتقل به الى النجف الأشرف وقال له هذا ضريح الإمام علي بن أبي طالب.. بينما كان يصلي في المسجد، ضربناه بالسيف وقتلناه. ثم سار به الى مدينة كربلاء واصطحبه الى مسجد الأمام الحسين وقال له هذا ضريح الحسين بن علي، حفيد رسول الله وابن فاطمة الزهراء.. جاء من الحجاز الى كربلاء وتوسل بنا يريد كوزا من الماء ليشرب فمنعناه الماء وتركناه يموت وهو يتحرق لقطرة من الماء. وأنت تريد منا أن نعطيك مياه شط العرب!؟