جنازة ثاتشر التي لم تمت !

TT

مدير المراسم البريطانية احتفظ في حقيبة يده بشكل جنازة الملكة الأم 67 عاماً، كيف تسير الجنازة.. وأين يقف، ومَن هنا ومَن هناك داخل كاتدرائية القديس بولس. وماذا يقول الملك والأمراء والنبلاء وكم تتكلف الجنازة. وكانت الملكة الأم تعلم ذلك وتبدي ملاحظات ويأخذ الرجل بها. وهي لا تزال حية تروح وتجيء. لا هو مندهش ولا هي. ولا كل من يعرف ذلك. إنها إجراءات رسمية عادية جداً. ويجب أن تفكر فيها الدولة وتحسبها. فلا شيء يجب أن يتركوه للصدفة !

واليوم، وبالاتفاق مع السيدة مرجريت ثاتشر، أعظم امرأة حكمت بريطانيا في القرن العشرين بعد تشرشل، كيف تكون الجنازة. وكان لابنها ملاحظات ولابنتها أيضاً. وكان السؤال الذي شغلهم وقد حسموه أخيراً: هل هي جنازة كبرى أو هي جنازة رسمية.. الفرق كبير. جنازة كبرى إذن على حساب أسرة مرجريت ثاتشر. جنازة رسمية على نفقة الدولة. فهي جنازة رسمية كبرى. وهي التي اختارت كاتدرائية كانتربري مع عظماء بريطانيا. ولم تعد الدولة تسألها عن التفاصيل. ومن الغريب أن مرجريت ثاتشر كانت في زيارة لإحدى الحدائق العامة والناس يرونها ويجيئون إليها بينما جلس ابنها وابنتها مع مدير المراسم في المقعد المجاور يتساءلون عن الكلمة التي سوف يلقيها الابن في وداع أمه وإن كان في حاجة إلى من يكتبها له.. أو هو الذي سوف يكتبها ..

أما عظمة مرجريت ثاتشر الاقتصادية فلا خلاف عليها وكذلك السياسة ثم معركتها في استعادة جزر فوكلاند التي تبعد خمسة آلاف كيلومتر من بريطانيا. فقد دخلت الحرب وانتصرت فيها دون أن يدري بها أحد. فقد ساعدها الرئيس ريجان عن طريق سفن الفضاء. رصدت كل حركات أسطول الأرجنتين.. كما ذهبت هي بنفسها إلى الرئيس الفرنسي عدوها اللدود، ميتران، وطلبت إليه أن يساعدها على الصواريخ الفرنسية التي استخدمتها الأرجنتين وأغرقت ثلاث قطع من الأسطول البريطاني وساعدها ضد أسلحته وانتصرت وعادت. وليس معها مندوب واحد لأية صحيفة أو إذاعة أو تلفزيون !

وابتسمت مرجريت ثاتشر لمدير المراسم البريطانية وشكرته على اهتمامه بجنازتها وعادت سالمة إلى البيت !