الإسرائيليات الفكاهية

TT

من تراث الفكاهة اليهودية الغنية، انطلقت شتى النكات والسخريات من إسرائيل. كان منها ما تعرض للعرب بالتندر والتهكم ولا سيما في أدائهم العسكري، ولكن ورد منها أيضا الكثير من باب السخرية الذاتية، وهو شيء اعتاد اليهود تاريخيا على الخوض فيه.

لاحظ ظرفاؤهم ما لاحظه الجميع في لجوء إسرائيل إلى الرد على الفلسطينيين بعنف لأقل اعتداء ثم التذرع دائما بشتى الأعذار. استعملوا نفس الصيغة الفكاهية الكلاسيكية عن الوقوع في جزيرة خالية أو متوحشة. فقالوا إن طائرة تنقل أمريكيا وفرنسيا وإسرائيليا سقطت في جزيرة تسكنها قبيلة من الكانيبال (آكلي لحم البشر). مسكوا بهم لطبخهم وأكلهم. قال لهم رئيس القبيلة، نحن قوم متمدنون لا نأكل إنسانا إلا بعد أن نلبي له آخر بغية له. سأل الفرنسي، ماذا تحب قبل أن نأكلك؟ قال: أحب صحنا من الحلزونيات المطبوخة بالخل وسلطة وزجاجة نبيذ. اعطوه ذلك ثم ألقوا به في الطنجرة لطبخه. ثم سألوا الأمريكي عما يريد فقال: أريد قطعة لحم ستيك مع بطاطا وقدح بيرة. لبوا طلبه ثم ألقوا به في الطنجرة. جاء دور الإسرائيلي فطلب شيئا واحدا وهو أن يرفسوه على قفاه. استغربوا من طلبه هذا ولكنهم لبوا له ما أراد فرفسوه على قفاه. ما أن فعلوا ذلك حتى أخرج من سرواله بندقية رشاشة وأطلق النار عليهم وقتلهم جميعا. سألاه فيما بعد: إذا كانت عندك هذه البندقية، فلماذا لم تستعملها فورا ومن الأول؟ قال: لا أريد الأمم المتحدة أن تتهمني باستعمال القوة بدون مبرر!

علق أحد اليهود المعارضين للصهيونية فقال منددا بتأسيس الدولة اليهودية إن أبناء ملته مثل الروث، يعطي منظرا سيئا ورائحة كريهة عندما يتجمع ولكنه يصبح سمادا يغني الأرض ويصلحها عندما تنشره على الأرض.

خرج إسرائيلي بسيارته في ساعة ازدحام المرور في تل أبيب. وفيما هو جالس أمام المقود ينتظر، جاءه شخص يحمل ورقة وقلما وقال له: هل سمعت؟ نجحت حماس في اختطاف رئيس حكومتنا اولمرت ورئيس جمهوريتنا بيريز ورئيس أركان الجيش وهي تطالب الآن بفدية مائة مليون دولار وإلا فستصب عليهم البنزين وتحرقهم. إنني أجمع تبرعات لهذا الموضوع. هل لك أن تتبرع بشيء؟ سأله السائق: «كم بلغ معدل التبرعات»؟ أجابه قائلا: «غالون واحد من كل مواطن!».

تعكس النكتة مدى قرف الجمهور الإسرائيلي من حكوماتهم وفساد ساستهم، كما أظهرت آخر الإحصائيات الميدانية هناك. وحدا هذا القرف بالكثير من المواطنين إلى مغادرة البلد والهجرة إلى أمريكا وأوربا. لاحظ الظرفاء ذلك فقالوا إن شركة العال للخطوط الجوية علقت لوحة في مطار بن غوريون تقول «يرجى من آخر مغادر من البلاد أن يطفئ الأنوار قبل ركوب الطائرة».