الله يوجع قلوبكم!

TT

وعدت إلى مكاني في الشرفة على المحيط الهادي. وفجأة ظهر من تحت الماء طفل. والطفل يحمل رضيعاً. والرضيع قد أغرقه الماء. ولكنه ليس خائفاً ولا باكياً. واندهشت. ولم أتساءل. ولكن الطفل متسول. وهو يعرض عليك لعبة مقابل بضعة دولارات.. إنه يغطس في الماء ويذهب يمينا وشمالا والطفل على كتفيه. ويخرج. ويطلب إليك أن تلقي بالفلوس بعيداً وفي جهات مختلفة ليذهب إليها ويجمعها. انتهت اللعبة. وكلما حاولت أن أعطيه دولاراً يرفض ويصر على أن ألقى بواحد إلى أقصى الشمال وواحد إلى أقصى اليمين والطفل يعرض قدرته على احتمال الماء بلا تنفس. وكان يتطوع بعد أن يجمع الفلوس بأن يبقى وقتاً أطول!

لعبة قاسية جداً أوجعت بطني. ورأيت فيها أقصى درجات العذاب .. عذابي!

وسألت أحد رجال الفندق إن كانت لديهم وسائل ألطف للحصول على الفلوس. قال: نعم يا سيدي. فقلت: ماذا؟

ـ السلاح تعطيه للثوار في الغابات.

ـ ثوار على من؟

ـ على الحكومة. على ماركوس وزوجته والحاشية الفاسدة حولهم الذين يذبحون المسلمين..

ـ أنت مسلم؟

ـ لا..

ـ كاثوليكي؟

ـ لا..

ـ ماذا؟

ـ ملحد!

ـ وقفت مع المسلمين ضد الكاثوليك..

ـ لا.. مع الذي يدفع أكثر!

ـ والمسلمون يدفعون؟

ـ يوجد من يدفع!

ومد يده إلى جيبه وأخرج منها رزمة من الدولارات: هكذا يا سيدي. أنا أحصل عليها وأنا جالس هنا في البر.. والطفل الرضيع يحصل عليها من تحت الماء!