ولا أعرف من أنا!

TT

المثل يقول: قل لي ماذا تشرب أقل لك من أنت!

أنا أقول ماذا أشرب فقل لي من أنا. أنما أشرب الكثير من الماء. وأشرب كوب شاي في الصباح ـ يعني الساعة الرابعة صباحاً. ولا أشرب القهوة. فهل عرفت من أنا!

واحد يشرب خمسين فنجان قهوة صباحاً وحتى المساء. ويكتب ويبدع فهل عرفت من هو.. إنه الأديب الفرنسي بلزاك.. واحد لا يشرب لا قهوة ولا شاي ويشم التفاح.. ينقل التفاحة من جيبه إلى أنفه ويكتب. هل عرفت من هو؟ إنه الشاعر الألماني شيلر..

والعقاد وطه حسين والحكيم لا يشربون لا القهوة ولا الشاي. وإذا حدث فهي مجاملة.. وأديب آخر مصري لا يطيق لا رائحة القهوة ولا الشاي ويندهش كيف يشربها الناس. إنه يوسف السباعي. والأديب إحسان عبد القدوس كان يكتفي بأن يشم رائحة الفنجان. وبس!

والرئيس السادات قد جلست إليه كثيرا وطويلا. فكان يشرب الشاي في أكواب صغيرة. ولا يسأل: لماذا الشاي لونه لا أصفر ولا أحمر ولا علاقة له بالشاي.. إنه يشرب فقط!

أضيف معلومة من عندي وعني: لم أذق طعم السكر في حياتي.. فكل طعام أضع فيه عسل النحل..

هذه كل المعلومات عن الذي أشربه كل يوم فهل عرفت من أنا. طبعاً لا.. فأنا أحاول أن أعرف من أنا. طول عمري.. وحاولت وأصدرت 190 كتاباً. ولا أعرف من أنا والله يعلم أنني لا أدعي. وإنما أنا فعلا عايشت نفسي وضاقت بي وضقت بها. ولكني أحملها أو تحملني.. فلا أنا عرفت ولا هي عرفت.. ومن المؤكد أنك أيضاً لا تعرف ولن تعرف..