الأسماء المستعارة للكتاب السعوديين

TT

ظاهرة الكتابة بأسماء مستعارة ظاهرة معروفة على نطاق واسع في عالمنا العربي: في مصر والشام والمغرب العربي، ولم أكن أتصور حجم الظاهرة في السعودية، حتى اطلعت على الكتاب القيم الذي أصدره الباحث الدؤوب محمد عبدالرزاق القشعمي بعنوان «الأسماء المستعارة للكتاب السعوديين»، ورصد فيه أكثر من 300 اسم مستعار استخدمها الكتاب في كتاباتهم، شملت كاتب هذه السطور الذي كتب لبعض الوقت في أزمنة خوالي تحت توقيع «العمدة» أو «عمدة الأربعاء»، شاغب خلالها الكثير من خلق الله، وهو يحتمي بهذا الاسم المستعار من الغزوات المرتدة، حتى تاب وأناب وأعلن اسمه الصريح، طالبا الصفح ممن نالهم نقع الكلام.. وبالنسبة لتجربتي مع الاسم المستعار فلم تكن تتجاوز حدود الدعابة قط إلى التجريح، وكان الزملاء يستقبلون تلك التعليقات الأسبوعية التي كان يضمها ملحق «الأربعاء» بصحيفة المدينة بقدر من التسامح والمرونة، وتضم قائمة الأسماء المستعارة التي أوردها القشعمي كتابا من بدايات الصحافة في السعودية حتى الوقت الحاضر، وسأورد هنا بعض تلك الأسماء للدلالة:

ـ حمزة شحاتة: «هول الليل».

ـ حسين سرحان: «ابن البادية».

ـ عبد الله الفيصل: «محروم».

ـ أحمد الشيباني: «ذيبان الشمري».

ـ عبد الله عريف: «أبو نظارة».

ـ عبد العزيز الخويطر: «حاطب ليل».

ـ عبد العزيز السالم: «مسلم بن عبد الله المسلم».

مطلق مخلد الذيابي: «سمير الوادي».

ـ علي العمير: «صعصعة».

ـ حمد القاضي: «مسيمير».

ـ فايز بدر: «ابن الحارة».

عبد العزيز المشري: «تأبط خيرا».

ـ جار الله الحميد: «أدهم».

ـ جبير المليحان: «المواطن حسين».

ـ سعد الحميدين: «غربال».

وهكذا تجد قدرا من التنوع في الأسماء المستعارة ودلالتها، ولربما غاياتها أيضا، والذي اجتهد الدكتور بكر باقادر في تقصي أسبابها في أحد فصول الكتاب، واعتبرها من التقاليد الأدبية المعروفة.. وقد انتقلت ظاهرة الأسماء المستعارة اليوم من صفحات الجرائد لتحل في المنتديات الإلكترونية على الشبكة العنكبوتية، التي غدت ـ لكثرة الأسماء المستعارة ـ أشبه ما تكون بالحفلات التنكرية التي لا يعرف فيها أحد أحدا، فهناك كما يقال: «الليل داج والكباش تنتطح.. ومن نجا برأسه فقد نجح».. وللباحث الجميل محمد عبد الرزاق القشعمي صادق الإعجاب.

[email protected]