أرجوك أن تذكر ماذا أصابني!

TT

طلبت من السفارة الأمريكية أن تعطيني عنوان الدلاي لاما. فتلقيت 15 عنواناً. اخترت واحداً منها في نيويورك. ولم أسائل نفسي ما جدوى أن اكتب له وأتلقى رداً. أولاً أتلقى رداً. ومع ذلك كتبت بالإنجليزية والفرنسية الخطاب التالي:

سيدي..

أنت لا تستطيع أن تعرفني ولكن سوف أذكرك بي. أنا الذي جئت إليك في جبال الهمالايا بعد أن طردتك الصين. وكنت أول من لقيتك وتحدث إليك عن طريق رئيس وزرائك الذي يتكلم الفرنسية. قد لا تذكرني. إذن أنا الذي جئت إليك ملفوفا في سجادة وألقوا بي عند قدميك لأنهض كالعفريت، وفي يدي كاميرا وأخذت لك أول صورة تناقلتها وكالات الأنباء. وكان ذلك يوم 24 يوليو (تموز) سنة 1959.

لعلك لا تذكرني. إذن أنا الذي التقطت صورة للسيدة والدتك. ولم أنشرها. فقد كانت ترتدي فستاناً من النايلون.. ولم انشرها.

لعلك لا تذكرني. إذن أنا الذي كذبت عليك ثلاث مرات. قلت لك إنني مريض جاء يلتمس الشفاء من بركاتك. وكنت كاذباً. وقلت لك إنني موفد من قبل المؤمنين في الشعب المصري، والذين يتلهفون على اسمك ورسمك وجسمك. وكنت كاذباً أيضا. وأنا الذي أصابني منك الزكام وظللت مزكوما ثلاثة شهور. سافرت فيها إلى سنغافورة وإندونيسيا واستراليا والفلبين وهونج كونج واليابان. وعند وداعك شكرتك على الزكام والسعال والعطس ـ فكلها كرامات وبركات منك.. وكنت كاذبا أيضاً.

سيدي.. إنما أردت أن أهنئك، وان أتلقى دعوة منك للقائك لأسمع كيف حصلت على جائزة نوبل للسلام. والسلام عليك وعلينا..

ولا أظن أن في عمري وعمرك أربعين عاماً أخرى أتلقى بعدها رداً منك!