هل يمكن إنقاذ هذا الكوكب؟

TT

في مقابلة أجراها الموقع الإلكتروني «بولوتيكو» مع نانسي بيلوسي ـ رئيسة مجلس النواب الأميركي ـ تم توجيه سؤال لها يقول: «لماذا قمت بإعاقة محاولات ربط تعديلات التنقيب البحرية بمشروع قانون المخصصات الحكومية». فأجابت قائلة: «إنني أحاول إنقاذ هذا الكوكب.. إنني أحاول إنقاذ هذا الكوكب».

إنني سعيد لسماع ذلك، ومع هذا فإنني ما زلت قلقًا بشأن ما ينتظر هذا الكوكب.

حقًا، كانت تصريحات بيلوسي مبهجة، حيث أوضحت لنا أن مستقبل الكوكب لم يعد بين أيدي المجانين. وكلنا نذكر السيناتور جيمس إنهوف منذ أقل من عامين، والذي كان يترأس لجنة الأعمال العامة والبيئة بمجلس الشيوخ، حيث أصر على أن ارتفاع درجة حرارة الأرض ما هي إلا «خدعة كبيرة» استحدثها المجتمع العلمي.

وقد انصب قدر كبير من الانتقادات الخاصة بقرار جون ماكين بشأن اتباع نهج الرئيس الحالي بوش بشأن تبني سياسة عمليات التنقيب البحرية نظرا للارتفاع الحالي في أسعار الوقود، واصفة هذا الاتجاه بالاقتصاد السيئ.

وتشير اللافتات الإعلانية في حملة ماكين إلى أن السبب الحقيقي وراء ارتفاع أسعار الوقود حاليا يرجع إلى أن «هناك البعض في واشنطن يقولون لا للتنقيب في الولايات المتحدة». وهذا هو الخداع والتضليل بعينه، فقد أوضحت إدارة معلومات الطاقة التابعة للحكومة الأميركية أن رفع القيود عن عمليات التنقيب البحرية لن يسفر عن أي إنتاج نفطي محلي إضافي حتى عام 2017، بل حتى خلال ذروة الإنتاج لن يكون للإنتاج الإضافي عظيم أثر على أسعار النفط.

والأكثر أهمية من اتجاهات ماكين الاقتصادية الرديئة، ما يشير إليه تناقضه حول هذه القضية فيما يتعلق بأولوياته؛ فقد كان ماكين معارضا لعمليات التنقيب البحري قبل أن يكون مؤيدا لها في الوقت الحالي.

وبالرجوع إلى الماضي عندما كان ماكين يعمل على تحسين صورته في الخارج، فقد كان يصور نفسه على أنه أكثر وعيا بالبيئة عن بقية أعضاء حزبه. بل إنه قام برعاية مشروع قانون يُطلق عليه اسم قانون التجارة في الانبعاثات (وهو نظام يقوم على تقديم بعض الحوافز التجارية من أجل السيطرة والتحكم في انبعاثات الملوثات)، وذلك للحد من انبعاث غاز الكربون من البيوت الزجاجية (وهذا على الرغم من العديد من التصريحات الأخيرة له والتي أوضحت أنه لم يكن يفهم مقترحه).

وفي الحقيقة، لا يعلم العلماء إلى أي مدى سترتفع درجات الحرارة إذا استمررنا في مواصلة أعمالنا الحالية كالمعتاد، إلا أن هذه الدرجة من الشك هي ما تجعل حتمية القيام بعمل ما حيال هذه المشكلة أمرا بالغ العجلة.

وزعم ماكين أن المعارضين لعمليات التنقيب البحرية عن النفط هم أنفسهم المسؤولون عن ارتفاع أسعار النفط ما هو إلا زعم سخيف؛ وقد أوضح العديد من المؤسسات الإخبارية الكبرى هذه الحقيقة. وبرغم ذلك، يبدو أن زعم ماكين يعمل بشكل ملائم: فقد ارتفع التأييد الشعبي لإنهاء القيود المفروضة على عمليات التنقيب البحرية بصورة حادة، فنصف المقترعين تقريبا يشيرون إلى أن زيادة عمليات التنقيب البحرية ستعمل بصورة مباشرة على تقليل أسعار الوقود خلال عام واحد. وهنا يكمن قلقي: فإذا كان مجرد زعم زائف بأن الحماية البيئية ستزيد من أسعار الطاقة، سيعمل على كسب زخم سياسي كبير، فما هي فرص القيام بعمل جدي حيال قضية الاحترار العالمي؟ وفي الحقيقة، فإن نظام التجارة في الانبعاثات ـ والموضح آنفا ـ سيكون بمثابة ضريبة فعلية على انبعاثات الكربون (على الرغم من أنه من الواضح أن ماكين لا يدرك ذلك)، وبالتالي سيزيد فعليا من أسعار الطاقة.

وأقترح، أن تكون الطريقة الوحيدة التي نقوم بها للقيام بعمل ما حيال هذه المشكلة أن تكون هناك إمكانية بأن يتم فهم أن هؤلاء الذين يقفون أمام اتخاذ إجراء بشأن هذه المشكلة ليسوا مخطئين فحسب بل غير أخلاقيين أيضا. وبالمناسبة فإنني محبط من رد باراك أوباما تجاه موقف ماكين من الطاقة وهذه هي «نفس السياسات القديمة»، حيث يكون أوباما مخالفا في الرأي أو غير مبال في الوقت الذي يتعين فيه أن يكون غاضبا.

لذا فأنا أصرح بأنني سعيد للغاية لأن أعرف أن نانسي بيلوسي تحاول إنقاذ كوكب الأرض. وآمل في أن يكون لديّ قدر كبير من الثقة بأنها ستنجح في ذلك.

* خدمة «نيويورك تايمز»