مغامرة في وادي الملوك

TT

يحتوي وادي الملوك على 26 مقبرة ملكية و37 مقبرة أخرى غير ملكية، وعلى الرغم من ذلك فإن كل هذه المقابر قام بالكشف عنها إما مغامرون أجانب أو علماء آثار أجانب أيضاً، ولم يحدث أن قام مصري بالحفر في هذا الوادي، والسبب هو أن الأثريين المصريين كان الله في عونهم مشغولين بالهجوم على بعضهم البعض ونقد بعضهم البعض! فكيف لهم بالوقت الكافي لإجراء البحث والاستكشاف بهذا الوادي الساكن الذي يحفظ أسرار الفراعنة؟ أما الأمر بالنسبة لي فكان مختلفاً تماماً حيث انشغلت عن وادي الملوك لأنني قضيت حياتي أحفر بجوار الأهرامات وكشفت عن مقابر العمال بناة الأهرام والتي أكدت للعالم كله أن المصريين هم بناة الأهرامات وأنها لم تبن بالسخرة وأن هؤلاء الذين اشتركوا في بنائها لم يكونوا عبيداً بل عمالا وفنانين وصناعا أخلصوا في عملهم فكان جزاء من مات منهم أثناء العمل هو أن يدفن في مقبرة في ظلال الأهرامات...

وكان من آخر أسرار وادي الملوك التي أباح بها مؤخراً هو الكشف عن المقبرة رقم 63 وذلك بعد 84 عاما من كشف مقبرة الملك «توت عنخ آمون» وترجع القصة إلى مشروع الحفاظ على الوادي من الفيضانات والذي كان يتطلب إجراء بعض التنظيفات أمام المقابر ولم يكلف الأثري المسؤول عن وادي الملوك نفسه القيام بهذه التنظيفات بل قام بالاتصال بأثري أمريكي وهو رجل طاعن في السن كان يعمل منذ سنوات طويلة داخل مقبرة الملك «آمون مس» وهو متخصص في اللغة المصرية القديمة ولم يكشف عن شيء في حياته وطلبوا منه أن يقوم بهذا العمل ولم يصدق الرجل أنه سوف يحفر في وادي الملوك ولذلك بدأ في التنظيف أمام المنطقة المواجهة لمقبرة الملك «توت عنخ آمون»، وكانت المفاجأة العثور على المقبرة رقم 63 وهي المقبرة التي اتضح أنها عبارة عن مخزن لأدوات التحنيط وعثر داخلها على سبعة توابيت وحوالي 28 إناء فخاريا ضخما مغلقة تماماً منذ أيام الفراعنة. وقد أشرت وقتها الى أن هذه المقبرة أصلاً خصصت لأم الملك «توت عنخ آمون» ـ «كيا» ـ والتي ماتت أثناء ولادتها للفرعون الذهبي الصغير.. وحينما جاءتني الفرصة لتشكيل أول بعثة مصرية برئاستي للعمل في وادي الملوك لم أتردد لحظة وكل ما أتمناه هو أن يسجل التاريخ للمصريين اكتشافات بهذا الوادي العظيم وتقوم البعثة بالبحث عن مقبرة الملك «رمسيس الثامن» ونعتقد أنها موجودة إلى الجنوب من مقبرة الملك «مرنبتاح» ومقبرة الملك «رمسيس الثاني».. وبدأت المفاجآت بالعثور على مجموعة سلالم لم نصل إلى نهايتها بعد وقمنا بإزالة أحجار ضخمة عثرنا أسفلها على أدلة لوجود مقبرة بعد أن قادتنا نصوص تركها «وسرحات» ويقول أنه بنى مقبرة لأبيه الوزير«آمون نخت» وعثر على أكواخ العمال ونقوش على الصخور تدل على نشاط العمال المكثف في المنطقة.. وجاء الصيف بحرارته لنوقف العمل على أن نبدأ مرة أخرى بإذن الله في سبتمبر القادم لكي نعلن للعالم كله عن مفاجأة بأيدٍ مصرية في وادي الملوك وساعتها سوف أنقل مكتبي إلى الوادي الساكن..

www.guardians.net/hawass